أنهت فاطمة امتحاناتها الجامعة في أواخر شهر يونيو ، قررت عائلتها الذهاب للمصيف ، صمموا قضاء بضعة أيام في أحد أجمل المصطفات في طريق الأسرة إلى المكان المعهود ، أخذت فاطمة تطل من نافذة السيارة و أخذت تفكر في سعيد جارهم الجميل الوسيم ، الذي يميل قلبها إليه، منذ الصيف الماضي عندما تقابلت معه في إحدى شوارع المدينة التي يقطنانها كان يميل بعينه كما تميل الورقة تحت تأثير هبوب النسيم العليل ، ابتسم لها فخجلت ثم ذهبت في طريقها . توالت الأيام بين نظرات حادّة منه وخجل شديد منها ، وفي أحد الأيام اقترب منها هامسا : أحبك .. يا مجهولة الاسم ، أخبريني اسمك وداوي قلبي الملهوف للقائك يا حبيبتي . بابتسامة منقبضة وحمرة الخجل تزين وجهها الرفيع أجابت : اسمي فاطمة . سعيد : أما أنا فاسمي عزيز جاركم يا فاطمة قلبي المختارة . جاء الليل واشتاق سعيد لرؤية فاطمة فأخذه الحنين لطرقات شارع بيتيهما ، نزل لاستنشاق الهواء في ليلة مقمرة رائعة ، وهبوب رياح خفيفة ، حدّث نفسه : أحبها ولا أراها كثيرا ، يا ترى هل تحبني وتشعر بنبضات قلبي التي تحن إليها ؟ مثلت صورتها أمام عينيه وهو يسير الهُوَيْنى في طريقه ، فاطمة ذات الشعر الأسود وخصلات بُنية اللون تمتزج معه في نَسَقٍ عجيب هائل مُثير ، و وجهها الرفيع الأسمر ، كأنها ملكة متوجة ، تقبع جالسة على عرش ملكها في أوج سلطانه . هطلت الأمطار الخفيفة عليه وأخذ يهرول ناحية الرصيف ليحتمي به قائلا : عندما تذكرتك فاطمة هطلت أمطار قلبي شوقا لك حبيبتي…