يستعد إسلاميو المنطقة المغاربية لإطلاق قناة من تركيا وبدعم قطري موجهة بالكامل إلى شعوب الدول المغاربيةن على غرار بعض التجارب المماثلة. وقالت صحيفة "العرب"، التي يوجد مقرها بلندن، إن أعضاء نشطين من الحركة الإسلامية المغاربية، خاصة نشطاء جزائريون وتونسيون، يقفون خلف هذا المشروع الإعلامي. وأضافت الصحيفة مستندة على مصادر لها، أن المعارض الجزائري الإسلامي وزعيم حركة رشاد الإسلامية والمعروف بمهاجمته للمغرب وقربه من البيجيدي، العربي زيتوت هو من بين المُوجهين الرئيسيين لهذا المشروع الجديد الذي يموِّله مستثمرون أتراك وشرق أوسطيون مُقيمون في تركيا. وكشفت الصحيفة أنه تم إنشاء شركة برأسمال أولي يصل إلى 200 ألف يورو سيتعزز بالأموال القادمة من قطر لإنجاح هذا المشروع الإعلامي. ويهدف هذا المشروع إلى إنشاء قناة شبيهة بقناة الشرق المصرية، أي وسيط يدافع عن مخططات جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة، وموجهًا لخدمة مصالح التيارات الإسلامية التي تدعمها تركيا. "كما تُراهن تركيا على هذا التلفزيون الجديد لتعزيز نفوذها في الملف الليبي حيث تدافع عسكريا عن حكومة السراج الإسلامية في طرابلس". وتستضيف تركيا أكثر من 3 آلاف إعلامي عربي يعملون في العشرات من المواقع الإلكترونية والفضائيات والمحطات الإذاعية الناطقة بالعربية، أغلبهم إسلاميون. وتقول صحيفة "العرب" إن هناك الكثير ممّا يمكن فعله في المنطقة المغاربية، "حيث أن الحركة الإسلامية، حتى وإن كانت تشارك في إدارة الحكومة في تونس والمغرب وليبيا، إِلا أنها باتت تفقد قوتها، وإن الأتراك، الذين يخوضون حرب نفوذ في المغرب الكبير ضد محور الرياض – أبو ظبي، يريدون مساعدة حلفائهم الطبيعيين الذين هم أحزاب الحركة الإسلامية". لكن متابعين للشأن المغاربي يعتقدون أن خطر هذه الفضائية سيكون أكبر من بعده السياسي الظرفي الداعم للنفوذ التركي، مشيرين إلى أن "المنطقة المغاربية تتسم بوحدة فضائها الديني من خلال المذهب المالكي، الذي يوصف بالمعتدل ويميل للتركيز على العبادات والتسامح والاستقرار أكثر من الصراع السياسي الذي يحمله فكر الإخوان المسلمين، وهو فكر انتقائي هدفه السلطة ويتسم بالاستفزاز والعنف".