في الوقت الذي انبرت فيه مختلف الحساسيات الوطنية، لدعم القوات المسلحة المغربية معنوياً وسياسياً في تحركاتها بمعبر الكركرات الحدودي، التزمت جماعة "العدل والإحسان" الصمت تجاه قضية المغاربة الأولى. فمنذ تحرك الجيش المغربي في معبر الكركرات، لتأمينه وتنقيته من فوضى مرتزقة البوليساريو الانفصالية المدعومة من النظام الجزائري، ضربت "جماعة العدل والإحسان" "الطم" كأن القضية لا تعنيها في شيء. بل توارى منظروها إلى الخلف، فربما لا يهمهم تحقيق العدل في قضية المغرب الأولى، في الوقت الذي يتشدقون على صفحاتهم وأدرعهم الإعلامية بالكلام في كل صغيرة وكبيرة داخل المغرب، بل يطلقون ألسنتهم متى ظهر لهم حدث بسيط في رقعة صغيرة داخل المغرب لخدمة أجندتهم السياسية والإسلامية. ففي الوقت الذي تلاشت فيه الاختلافات الحزبية والأيديولوجية بين التيارات السياسية والمدنية المغربية، دفاعاً عن القضية الوطنية التي دخلت مرحلة حساسة تستلزم النأي عن الحسابات السياسية الضيقة، أدارت جماعة "الشيخ والمريد" ظهرها للمغرب والمغاربة بل للوطن، كأن قضية الكركرات لا تساوي شيئا في عقيدتها. اللاموقف والصمت الذي أسقط ورقة التوت عن جماعة ما يسمى "العدل والإحسان"، أظهرت للمغاربة معدنها الأصلي وما الأجندات والأهداف التي خلقت لها ومن أجلها، أليس حب الأوطان من الايمان يا جماعة إخوان محمد عبادي.