عدل وزير الفلاحة والصيد البحري وكل شيء في السماء والأرض وتحتها من الأطروحة الرسمية التي بررت بها مصالح وزارته فساد لحوم أكباش العيد هذه السنة، إذ لم يذكر تفاصيل غبية كثيرة رددتها مصالح وزارته في السابق، واكتفى بالقول هذه المرة في أحد اجتماعات اللجان النيابية إن فساد لحوم أكباش عيد الأضحى يعود إلى ظروف مناخية عزاها إلى الارتفاع المهول في درجات الحرارة وارتفاع درجات الرطوبة، وأيضا إلى ظروف التخزين والتبريد وإلى انتشار بكتيريا. ومع تسجيل أهمية تراجع السيد الوزير عن بعض الخزعبلات المضحكة التي تضمنها بلاغ مصالح وزارته في السابق، فإن خرجة السيد الوزير تستحق بعضا من التعليق والتعقيب. إن إرجاع فساد اللحوم المعنية إلى عوامل مناخية لم يكن مقنعا بدوره هذه المرة، لأنه لو كان ذلك عاملا حاسما لفسدت كل اللحوم، لأن السيد الوزير يعلم جيدا أن جميع الأكباش ذبحت في نفس اليوم، بل في نفس اللحظة، و في نفس درجات الحرارة والرطوبة في المدينة الواحدة، لذلك لا يعقل أن تفسد الحرارة بعضا من اللحوم ولا تفسد أخرى. أما القول بأن سبب فساد هذه اللحوم يعود إلى ظروف التخزين والتبريد، فهذا تبرير مضحك بدوره، لأن السيد الوزير لا يعلم أيضا أن كثيرا من لحوم الأكباش فسدت رغم أنها خزنت في الثلاجات ساعات قليلة بعد ذبح الأكباش، ومع ذلك فوجئ المواطنون بفسادها، وأن كثيرا من المواطنين لم يخزنوا اللحوم إلا بعد أكثر من 24 ساعة وظلت سليمة. ثم إن المغاربة ليست المرة الأولى التي يمارسون فيها طقوس عيد الأضحى المبارك، لكي يقع اتهامهم من طرف وزير بعدم اتقان تخزين وتبريد اللحوم. ثم إن أسئلة محرجة لا نعتقد أن وزير كل شيء فوق الأرض وتحتها، يملك جوابا مقنعا لها، من قبيل لماذا لم تفسد لحوم الأكباش في البوادي واقتصرت على المدن؟ ثم لماذا هذه السنة بالتحديد وليس سنوات أخرى ماضية؟ وأخيرا لماذا اقتصر التعفن بصفة عامة على نوع من الأكباش، وأيضا لماذا لم يطل الفساد والتعفن لحوم المعز والأبقار واقتصر على لحوم الأكباش فقط؟ إن الشجاعة السياسية كانت تفرض على وزير كل شيء الإسراع بإجراء تحقيق دقيق كما حدث في قُطر شقيق مجاور، ينجز من طرف جهة مستقلة، وكان من الواجب أن يتدخل القضاء على خط هذه الفضيحة المدوية لترتيب الجزاء اللازم. فليسمح لنا السيد الوزير بأن نرد له الاتهام الذي كاله للمغاربة، بأنه قد يكون غير معني بالطقوس الحقيقية التي يحتفي بها المغاربة بعيد الأضحى، وأنه من كوكب آخر، لذلك لن يهم المغاربة ما يقوله وزير كل شيء؟!. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: [email protected] ***عبد الله البقالي // يكتب: حديث اليوم***