أبكي الآن بلدي الحبيب المغرب وطني الغالي فقد كنت أعتقد دوما أن هناك فرقا بين فقراء شعبنا وفقراء الشعوب الأخرى وذلك الفرق هو في الكرامة وعزة النفس. لكن ما وقع بنواحي الصويرة جعلني أكتشف مناطق منسية في بلدي العزيز والغالي، مناطق غارقة في الفقر والنسيان والحكرة. أعرف أن هوامش بعض المدن المغربية تعرف اختلالات وفوارق وفقر مدقع ومنها الصويرة مثلا لكن بغضب شديد وحرقة كبرى لم أصدق ما جرى يوم أمس خلال مناسبة توزيع بعض الإعانات الانسانية الخيرية ولن أقبل أبدا ما حدث من استهتار بأرواح مواطنات ومواطنين ومنهم أطفال.. أن تزهق أرواحهم في حادث ازدحام وقلة وسوء، التنظيم. وبكل مسؤولية واحترام وغضب وأنا مغربية ملكية بكل جوارحي وبكل صدق واعتزاز لا أقبل أن يحدث ما جرى يوم أمس بنواحي الصويرة من قتل مع سبق الإصرار لفقراء شعبنا وأدعوا إلى فتح تحقيق معمق وسريع لمعرفة الحقيقة أولا.. ومعاقبة كل من شارك في هذه الجريمة البشعة التي أودت بأرواح أزيد من 15 امراة مغربية رحمة الله عليهم.. ولا زالت الحصيلة مهددة بالإرتفاع في ظل وجود حالات أخرى في حالة حرجة وهناك من يتحدث كذلك عن حالات أخرى لمجموعة من الأطفال أزهقت أرواحهم خلال التدافع من أجل الحصول على كيس من الدقيق وقارورة زيت وعلب من الشاي والسكر. أبكي بحرقة على بلدي المغرب وأشعر بالعار وأنا أرى الآن الإهتمام بالموتى بعد أن غادروا الحياة لدفنهم عوض الإهتمام بهم وهم أحياء. أبكي بلدي المغرب وأشعر أن اعتقال المتورطين في هذا العمل الخيري المرتجل لا يكفي لكتم حرقتي وغضبي بل أطالب بإعادة النظر في التعامل مع فقراء، بلدي الحبيب. وأخيرا وبدموع حارة وغضب كبير أدعوا إلى التخلي عن لغة الخشب ومحاولة التمويه من جديد على إشكالية الفقر بالمغرب فقد حان وقت المحاسبة وإعادة النظر في الكثير من المسلمات من أجل الحفاظ على كرامة فقراء بلدي. من أجل الحب والعدل والسلم.. بقلم // الدكتورة خديجة الشرقاوي