ردد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة الأسطوانة المحفورة، التي أضحت لازمة في خطاب معين يستند إليه بعض المسؤولين الحكوميين. فليس كافيا أن يملأ وزير في الحكومة الفراغات الشاسعة في أدائه بإطلاق العنان للتهم، بل الأهم والذي ينتظره المغاربة من جميع وزراء حكومتهم هو ملء تلك الفراغات بالإنجازات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، التي تساهم في تسريع وتيرة التنمية في البلاد، أما أن يقع الإصرار على ملء الفراغات بإطلاق العنان للسان، فإن ذلك يعتبر عنوانا من عناوين الفشل الذريع في القيام بالواجب.
ثم من يعرقل إنجاز برامج الدعم الاجتماعي للحكومة؟ الشجاعة والجرأة كانتا ولاتزالان تفرضان على الوزير المعني أن يتحدث للرأي العام بالأسماء وبالوقائع وليس بالمبني للمجهول.
وإن كان الرأي العام يعلم أن كلام الوزير يندرج في سياق التجاذب الحكومي/الحكومي الذي تحول إلى فرجة غير مسلية.
كلام الوزير المعني مناقض تماما لما يحرص السيد رئيس الحكومة التأكيد عليه، بالقول بوجود الانسجام الحكومي وبنجاح الحكومة في تنزيل برامج الدعم الاجتماعي، فمن نصدق الوزير أو رئيسه؟!
حتى إذا سلمنا بوجود جهة ماتعرقل تنزيل برامج الدعم الاجتماعي للحكومة، فهذا يعني حقيقة مرة وخطيرة تكشف الضعف الحكومي الكبير، إذ يتضح أن جهة واحدة استطاعت أن تهزم الحكومة وتمنعها من تنزيل برامجها الاجتماعية، ولا أخال أنه يبقى أمام الحكومة من خيار آخر غير رفع الراية البيضاء معلنة الاستسلام لقوة الجهة التي هزمتها.
نعتقد أن احترام المؤسسات وذكاء الرأي العام يفرض على الجميع أن يتجاوز هذا المستوى غير اللائق للخطاب الذي يروجه بعض الوزراء، وندعوهم إلى الترفع والسمو في مخاطبة المغاربة بمضمون يرتكز إلى الأفكار والمواقف والبدائل. أما إذا أصروا على تأكيد فشلهم بسبب وجود جهة تعرقل إنجازاتهم فما عليهم إلا الانسحاب من أداء مهمة ووظيفة فشلوا فيها. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: