حرص المسؤولون في الجزائر على زرع لغم متفجر في تربة العلاقات المغربية – الإسبانية بهدف إفشال الزيارة الرسمية الهامة، التي قام بها العاهل الإسباني إلى بلادنا رفقه زوجته وفريق من الوزراء والمسؤولين الإسبان، وهي الزيارة التي توجت بتوقيع اتفاقيات ثنائية هامة تعكس حجم التعاون الاقتصادي بين البلدين الجارين. فقبل بداية الزيارة بيوم واحد التقى رئيس البرلمان الجزائري السيد معاد بوشارب بسفير المملكة الإسبانية بالجزائر السيد فرناندو موران، وما أن انتهى اللقاء حتى قام رئيس البرلمان الجزائري بتسريب قصاصة خبرية نشرتها وسائل إعلام معينة، وتؤكد القصاصة أن السفير الإسباني أكد «وجود تطابق تام في مواقف بلاده مع الجزائر في القضيتين الصحراوية والفلسطينية»، والأكيد أن الخبث الجزائري كان يتوقع أن تكون للسلطات العمومية المغربية ردود فعل عنيفة إزاء هذا التصريح، وبالتالي يتحقق للخبث الجزائري التشويش على زيارة العاهل الإسباني إلى المغرب ومن ثمة دفع العلاقات المغربية -الإسبانية نحو أزمة جديدة.
الذي حدث أن السلطات المغربية لم تعر هذا النباح أي اهتمام ولم تبال به، ليس لأنها حرصت على ضمان شروط نجاح زيارة العاهل الإسباني إلى بلادنا فحسب، ومن هناك إفشال المخطط الرديء، ولكن أيضا لأنه ما نقل عن السفير الإسباني في الجزائر غير صحيح تماما، لأنه من المستحيل وجود تطابق بين مواقف إسبانيا والجزائر فيما يتعلق بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، ولو كان كذلك، ما كان للحكومة الإسبانية أن تكون متحمسة بقوة للتوقيع على الاتفاقية الفلاحية والصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوربي والتي تدرج الأقاليم الصحراوية ضمن السيادة الوطنية، ثم مستحيل وجود تطابق بين موقف جزائري يعتبر النزاع المفتعل قضية جزائرية وبيد إسبانيا التي تساند جهود الأممالمتحدة وتتبنى إيجاد الحل السياسي والدائم والمقبول من جميع الأطراف.
مستحيل وجود هذا التطابق، لأن السلطات الإسبانية لا تضع كل الثروات الإسبانية والإمكانيات الديبلوماسية والاعلامية والإدارية والمالية لخدمة حركة انفصالية تهدد وحدة شعب شقيق جار.
إنه فعلا خبث ما بعده خبث، ولكن الخبث عاد إلى أصحابه، لأن الزيارة كللت بالنجاح، وأعطت نفسا قويا للعلاقات بين البلدين.
*** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: