خبراء يدقون ناقوس الخطر للتفكير بجدية في السيادة الرقمية للمغرب اعتذر عملاق التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لأولئك الذين تأثروا ليلة الإثنين/ الثلاثاء 4/5 أكتوبر 2021 بانقطاع خدماته ومن تطبيقاته من «إنستغرام» و»واتساب» والمنصات التابعة له والذين يحتمل أن يكون عددهم قد بلغ، وفقا لخبراء في مجال الأمن السيبراني، مليارات الأشخاص.
الحسين ساف عضو المجلس الإداري للتجمع المغربي الرقمي، أكد أن الحدث الذي شهده العالم ليلة أول أمس يستوجب، ليس من المغرب لوحده، بل من جميع المجتمعات، وقفة متأنية، موضحا أنه ليس هناك أي تعاقد يربط بين رواد منصات التواصل الاجتماعي والشركات الكبرى، مالكة لهذه المنصات.
ودعا الأستاذ ساف الذي هو عضو منتدى شمال إفريقيا لحكامة الإنترنيت إلى أنه يجب على الدولة المغربية التفكير بجدية في مسألة السيادة الرقمية. وأعطى مثالا حيا لذلك، مؤكدا على ما تم الإعلان عنه أخيرا من خلال جائزة المنتوج الثقافي في الموسوعات الرقمية التشاركية باللغات العربية والأمازيغية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية، التي خصص لها مبلغ 20 ألف درهم للمراتب الأولى، وذلك في إطار ما سمي بتنمية المنتوج الثقافي حول المغرب في هذه الموسوعات.
وأضاف ساف أن المبادرة مهمة ولكنها سلاح ذو حدين، لان التركيز فقط على نشر مضامين محلية عن المغرب في المنصات التشاركية العالمية قد يتنافى مع «السيادة الرقمية»، ويجعل بلدنا يفقد ملكية تراثه ويهديه للغير الذي سيثمنه ويجني ارباحا طائلة منه .
وقال في تصريح لجريدة «العلم»: « إن الأجدر أن يكون الاستثمار الوطني في منصة تشاركية مفتوحة للطلبة والخريجين والصحفيين والخبراء والمسؤولين والمهنيين، تأوي تراثنا ومضاميننا ودراساتنا الغنية ونقتصر على نشر ملخصاتها وروابطها ومقتطفات منها فقط على منصات التواصل التشاركية العالمية».
وأكد على: «الاحتفاظ بالمضامين الأصلية في قواعد معطيات منصة تشاركية وطنية مهما كانت تكلفتها لضمان «السيادة الرقمية» وحق الولوج للمعلومات مع ضمان استمرارية الخدمات ذات القيمة المضافة المرتبطة بالمضامين المحلية المتعددة الاختصاصات واللغات، علما أن الممارسات تثبت أكثر فأكثر كون المنصات العالمية التشاركية اصبحت تتحكم في حجب المضامين وفق خوارزميات تضمن مصالحها الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية» .
في إطار الانقطاع قال مسؤولو فيسبوك في تغريدة نشرت على تويتر «لقد جهدنا في العمل من أجل استعادة الوصول إلى تطبيقاتنا وخدماتنا، ويسعدنا أن نبلغكم أنها تعود عبر الإنترنت الآن».
وكان خبراء في مجال الأمن السيبراني قالوا إنهم رصدوا مؤشرات على تعطل الطرق المؤدية عبر الإنترنت إلى عملاق التواصل الاجتماعي.
وقال جون غراهام-كومينغ، كبير مسؤولي التكنولوجيا في كلاود فلير، في تغريدة على تويتر إن «فيسبوك وممتلكاته اختفوا من على شبكة الإنترنت في خضم موجة تحديثات لبروتوكول التوجيه بين البوابات (بي جي بي)».
وخلال فترة العطل غرد مايك شروبفر، كبير مسؤولي التكنولوجيا في فيسبوك، مقدما «خالص الاعتذار لكل من تأثر بالانقطاع الحاصل في الخدمات التي يؤمنها فيسبوك».
