بوريطة يؤكد أن علاقة المغرب مع ألمانيا يجب أن تراعي الوضوح والمعاملة بالمثل تداولت وسائل إعلام ألمانية معلومات استخباراتية على قدر كبير من السرية وتنطوي على مخاطر حقيقية ضد المملكة المغربية . وإذا كنا ننشر بعضا مما تناقلته الصحافة الألمانية بهذا الخصوص ، فنحن نسوق هذه المعلومات مؤطرة بعلامات التساؤل والاستغراب ، ما دام ليس من المتاح الحصول على الخبر اليقين في مثل هذه الأمور ، وإن كان الواقع الحالي يكشف للمراقبين أن برلين ليست مرتاحة من النفوذ الدبلوماسي المتزايد للمغرب و من سياسة الانفتاح الاقتصادي التي تسير بها الرباط على مستوى تأكيد الحضور الفاعل والمؤثر في القارة الأفريقية .
وينبغي أن نشير إلى أن عددا من دول الاتحاد الأوروبي ، لا تنظر بارتياح إلى السياسة الأفريقية التي تنهجها المملكة المغربية وتحقق بها نجاحات مطردة ومكاسب تصب في تقوية العلاقات المغربية الأفريقية . وهو الأمر الذي لا يتفق وطموحات هذه الدول الأوروبية ومنها ألمانيا . ومن هنا نفهم ما جاء في المعلومات الاستخباراتية التي نشرت بعضها وسائل الإعلام الألمانية .
أما كون ألمانيا لا تريد أن يكون المغرب تركبا جديدة في غرب البحر الأبيض المتوسط ، فهذا يكشف عن روح صليبية تتحكم في سلوك و مواقف صناع القرار في هذه الدولة الأوروبية ، التي تقف وراء الهجومات النقدية التي تعاني منها أنقرة اليوم ، نتيجة لنموها المتصاعد ولمواجهتها لتحديات من جهات متعددة تمس بأمنها القومي .