مشاركون من دول وقارات ومشارب مختلفة، يلتئمون بوارزازات لمناقشة التدابير العاجلة لحماية الأمازيغية. على امتدادِ أيامِ 25 و26 و27 مارس 2022 بمدينة وارزازات، يعقد التجمع العالمي الأمازيغي مؤتمره العاشر بجهة درعة تافيلالت، وذلك بعد تأجيله مرتين بسبب جائحة كورونا، تحت عنوان: "ماهي التدابير العاجلة التي ينبغي اتخاذها لحماية وتنشيط وتعزيز اللغة الأصلية لسكان شمال إفريقيا والساحل؟". في هذا السياق، قال رشيد رخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، إن فكرة تأسيس هذا التجمع قبل 27 سنة كانت من خلال السينما، مشددا في كلمته خلال افتتاح أشغال المؤتمر صباح السبت 26 مارس 2022، على أن المهم في هذا اللقاء وفق رخا، هو جمع أمازيغ العالم وفك العزلة التي فرضها عليهم توالي الاستعمارات والغزو، داعيا إلى فتح الحدود المغربية الجزائرية. وأكد رخا، على أن الأمازيغ إخوة رغم اختلافاتهم الدينية والمذهبية والسياسية، منوها بالقرآن والإسلام الذي يعلي من شأن الإنسان وقيم التعايش والتسامح. ونوه بمناضلين أمازيغ من منطقة وارزازات شاركوا في جيش التحرير إلى جانب إخوتهم في الريف وتحديدا بالناظور سنوات العشرينات. كما أشار المتحدث، إلى الدور الذي لعبه أمازيغ المغرب خلال الانتخابات الأخيرة، في دحر الحزب الإسلامي ومنع تكرار ما حدث في دول مثل إيران، وعملهم على حماية المبادئ الأمازيغية القائمة على المساواة بين اللغات والجهات. ويروم المؤتمر حسب منظميه، لمّ شمل الأمازيغ من كل بقاع تمازغا، حول مشروع مجتمعي مرتكز على قيم الحرية والمساواة والتسامح والديمقراطية وحقوق الإنسان، ومكافحة التمييز بجميع أشكاله والإقصاء والتهميش. والدفاع عن حقوق الشعوب الأصلية الأمازيغية وتعزيزها وتطويرها؛ والدفاع عن مبدأ الحق في الحكم الذاتي للجهات، وإقامة مؤسسات ديمقراطية في جميع أنحاء تمازغا. من جهتها، قالت رشيدة إمرزيك، عن جريدة العالم الأمازيغي، وبعد ترحيبها بالحاضرين من مختلف الجهات، إن المؤتمر مناسبة، من أجل فتح النقاش، وفضاء للتفكير والتبادل بخصوص ضرورة إنجاح المشاركة الفعالة للمواطنات والمواطنين والشعوب والقبائل الأمازيغية في انتزاع الديمقراطية ببلدانها، والمساعدة في مواجهة التجاوزات الاستبدادية لأنظمة دول تمازغا من جهة، ومواجهة الإسلاموية السياسية والبعثية الشمولية من جهة أخرى ورفع الحكرة عن تمازغا. كما يركز المؤتمر العاشر للتجمع العالمي الأمازيغي (وهو منظمة غير حكومية)، حسب رشيدة إمرزيك من خلال الشعار الذي رفعه، على التداول حول التدابير العاجلة التي ينبغي اتخاذها لحماية وتنشيط وتعزيز اللغة الأصلية لسكان شمال إفريقيا. وفي كلمته بالمناسبة، عرّف ممثلُ مؤسسة فريديريش ناومان للحريات بالمغرب، سيباستيان فاغت، بمشروع المنظمة، وقال إن دعمها للمؤتمر وتعاونها معه طبيعي، لأنه من أجل الحريات الفردية التي يجب أن تحتل مكانتها في الدول الديمقراطية، على أساس أن هذا التعاون هو لمساندة جميع الفئات المهمشة في المغرب وأفريقيا. وشهد افتتاح اللقاء كلمات لضيوف من كاطالانيا وكردستان والجمعيات الأمازيغية بألمانيا ومجلس وارزازات وعدد من الجهات، والتي أجمعت على ضرورة الاعتراف بحقوق الشعوب الأصلية في حماية هويتها، ودفع الظلم الذي لحقها على مدى عقود، ونيل المكانة اللائقة بها. يشار إلى أن التجمع العالمي الأمازيغي، ومنذ تأسيسه سنة 1995 بجنوب فرنسا، عقد عدة مؤتمرات دورية، وفقا لنظامه الأساسي وقرارات أجهزته، كان أولها في تافيرا بجزر الكناري سنة 1997، والثاني في ليون الفرنسية سنة 1999 وبمدينة ليل سنة 2002، وبعدها بالناظور سنة 2005، وتيزي وزو بالجزائر سنة 2008، وفي بروكسل سنة 2011، وتزنيت سنة 2013، وإفران سنة 2015، ومراكش 2018.