بتنسيق مع اتحاد كتاب المغرب، نظم أخيرا المعهد الفرنسي بالجديدة ، لقاء ضمن فعاليات المقهى الأدبي، مع الكاتب المصطفى اجماهري بمناسبة صدور سيرته الذاتية التي تحمل عنوان:» في ظل الجديدة: ذكريات و شهادات»عن دار النشر لارمتان بفرنسا. في البداية قدم الأستاذ عبد العالي الرهوني منسق المقهى الأدبي كلمة قصيرة أوضح فيها سياق السيرة الذاتية للمحتفى به، في إطار مشروعه الكتابي ومشيرا إلى أن الوقائع المسرودة لا تنحصر فقط في فضاء مدينة الجديدة بل تتعداه إلى فضاءات أخرى عاش فيها الكاتب أو عمل بها كصحفي كما في الدارالبيضاء والرباط. وقد جرى اللقاء على شكل حوار بين منشط اللقاء والضيف، وانصب على تقنيات كتابة السيرة ودوافعها وأسباب إنجازها، متوقفا عند محطات معينة من حياة المؤلف. كما تميز اللقاء بحضور مجموعة من الأسماء التي تحدث عنها الكاتب في مذكراته والتي أغنت اللقاء بشهادات تكمييلية في الموضوع وبمشاركتها في النقاش. و يستكشف من شريط الذكريات المسترجعة في هدا العمل، الأجواء الثقافية التي طبعت فترة السبعينيات من القرن الماضي، حيث كانت الدراسة والمطالعة والكتابة والسينما ومسرح الهواة بمثابة الأركان الأساسية في تكوين شخصية الشباب وصقل معارفهم وتطوير وعيهم النقدي. وقد تضمن الكتاب فصلا في تاريخ عائلة الكاتب وأصولها ونزوحها الاضطراري زمن السيبة، من أولاد رافع بدكالة إلى آزمور كمحطة في الطريق نحو مرسى الجديدة، وأيضا ارتباطها هناك بالمهن البحرية في بداية القرن التاسع عشر. كما وقف الكتاب عند سيمياء الاسم العائلي المشترك بين عائلات تمتد من دكالة نحو الجنوب والشرق. وفي الفصل المخصص لتجربة فرقة مسرح البخلاء يتعرف القارئ على حماس مجموعة صغيرة من الشباب الداخلي وأغلبيتهم قدمت من المدن المجاورة للدار البيضاء، والذين كانوا وراء خلق فرقة مسرحية نشطت في إطار مسرح الهواة دون أن تتوفر لها أية إمكانيات مادية سوى عزيمة قوية وشغف غير محدود بالمجال الثقافي والفني. وقد حفلت السيرة بمجموعة من أسماء المبدعين والمفكرين مغاربة وأجانب من الذين تقاطعت طريقهم مع طريق الكاتب. ويمكن أن نذكر من بينهم فؤاد العروي، وغي مارتيني، وسالم يفوت، وعبد الكبير الخطيبي وبول باسكون.