اثارت الاحداث الاخيرة التي شهدتها كل من جامعة محمد الاول بوجدة وجامعة الحسن الاول بسطات موجة من الاستياء لدى اعضاء وعضوات مجلس النواب، والذين لم يترددوا في الكشف عن المخاوف من حدوث منزلقات بالجامعة المغربية التي تعيش حالة توتر جراء مجموعة من الاختلالات. وعبر متدخلون في مجلس النواب عن رفضهم لعسكرة الجامعة المغربية ومعالجة الاشكاليات المطروحة بمقاربة امنية تتاسس على العنف الذي لن يولد في تقديرهم سوى عنفا مضادا. وسجلت سليمة فرجي من فريق الاصالة والمعاصرة والنائبة البرلمانية بالجهة الشرقية اختلالات على مستوى الاحياء الجامعية التي تفتح ابوابها في منتصف نونبر علما ان الدراسة ببعض المؤسسات تنطلق في شتنبر، كما اوردت ان الوجبات بالحي الجامعي بوجدة انخفضت من عشرة آلاف الى ثلاثة آلاف فضلا عن ارتفاع ثمنها. كما نبهت الى تعطل الحوار والتواصل وعدم الانسجام بين وزارة التعليم العالي وجامعة وجدة اثر اعتصام الطلبة وتسجيل اصابات في صفوف الامن والطلبة، مشيرة الى ان عسكرة الجامعة والعنف لا يليقان بسمعة المغرب ولا يولد سوى اشتباكا وعنفا مضادا. اما رشيدة بنمسعود من الفريق الاشتراكي فاشارت الى ان الوضع العام في الجامعة يطبعه توتر مرشح للاحتقان حيث يعاني الطلبة مشاكل الاكتظاظ ومحدودية الايواء في الاحياء الجامعية وتاخر صرف المنح وظروف غير مريحة للطلبة على مستوى تدريس الماستر. وقالت في هذا الاطار ان احداث وجدة ممكن ان تنتقل لجامعات اخرى مؤكدة موقف الادانة من العنف سواء في حق الطالب او في حق رجل الامن، وسجلت ان عدم الاسراع بالاصلاح الجامعي يلعب دوره في الاضطراب والتوتر وبالتالي لابد من المبادرة والنهوض بالتعليم العالي بحكم ان الشروط السياسية والموضوعية متوفرة. من جانبه تحدث رشيد روكبان من فريق التقدم الديمقراطي عن الوضع في جامعة سطات مؤكدا ان اغلب الطلبة ينحدرون من اسر فقيرة ويستحقون الايواء بالحي الجامعي، ومن تم فان المعايير المعتمدة في الاستفادة من الحي الجامعي اثبتت عدم نجاعتها وعدم انصافها وبذلك وجب مراجعتها لوجود طلبة فقراء خارج الحي الجامعي لا يستطيعون الكراء ومهددون بايقاف مسارهم الجامعي، في الوقت الذي يستفيد آخرون وإن كان بناء على المعايير من الايواء، لكنهم يكترون في الوقت نفسه شققا خارج الحي الجامعي او لا يستغلون نهائيا او مرة في الاسبوع السرير بالحي الجامعي. ودعا بناء على ذلك الى مراقبة من يستفيد حاليا من الحي مشيرا الى تشكيل لجنة برلمانية للتقصي في الموضوع. وقال ان مواجهة الطلبة بالعنف استفزاز غير مقبول من شانه ان يدفع الاوضاع بالجامعة الى الانفلات داعيا الى ايقاف المتابعات ضد ستة طلبة بتهم وصفها بالجائرة والغريبة وغير الصحيحة. وزير التعليم العالي اورد في معرض توضيحاته ان جامعة وجدة عرفت اعتصاما لعدد من الطلبة ودخول عناصر من خارج الجامعة اثر الاعلان عن نتائج مباراة ولوج الماستر، حيث اراد المعتصمون التسجيل عنوة، ولدى وصول عناصر محدودة من الامن وقعت اشتباكات اسفرت عن تخريب سيارتين للامن واصابة عنصري امن بجروح، مضيفا ان المعتصمين بادروا الى منع الطلبة الآخرين من متابعة الدراسة. واضاف ان الوزارة تواجه مشاكل على مستوى احياء ومطاعم جامعية لم يكتمل انجازها وقد احيلت ملفاتها على المحاكم، حيث تم صرف 90 في المائة من غلافها المالي لكن معدل الانجاز لم يصل 50 في المائة، وهذا ما يؤثر على الايواء والاطعام على حد قوله.