شكلت تحركات النخب الثقافية والاعلامية من مغاربة العالم بإيطاليا كما جسدها فاعلون مدنيون من امثال الاساتذة ادريس فرحان ومصطفى بوزغران و محمد بحر الدين بداية لبحث سبل مكافحة التطرف المتنامي في أوروبا للتأسيس لوعي جمعي ومشروع وطني يزكي اهمية الدبلوماسية الموازية لإعادة اسئلة تداولية تهم قضايا تغلغل البوليساريو في المجتمعات الاوروبية من خلال ندوة دولية عن اليات منظومة الحكم الذاتي لتعرية دعوات الانفصال من جهة خلال شهر نونبر الجاري وفي غياب للمسؤولين الرسميين بالقنصليات بأوروبا، وكذلك اطلاق نداء تنبيه المسؤولين المغاربة الى ضعف الاداء الديني للجهات المخصص لها التعريف بالدين الاسلامي الوسطي القائم على الوسطية و التعايش والسلم واحترام الاخر لمواجهة اشكالية التطرف وتعرية خطاب الاسلام السياسي بإيطاليا في لغته الكاشفة لأسرار الوجود الانساني في ارتباطه بثيولوجية العبادة والدين وحضورها في المخيال الانساني كآلية جديدة تنخرط في ابجديات اليومي واحواله الزمانية والمكانية والذي كان واضحا من خلال نماذج كثيرة في استغلالها البشع للديمقراطية والحرية وانفتاح المجتمع المدني بأوروبا لتبيث وجودها ليس عبر مقامات التجانس في الوعي وادراك اهمية الدين والمقدس ،كإشارات تعمل على اكتشاف مفهوم الانسان في علاقته بالإله التي يتم نقلها الى مقام التحكم من موقع ملا المسافة بين المرسل والمرسل اليه ولكن في وضعه امام مصيره الديني بمعناه العدمي وهو الشيء الذي عاشته اوربا نفسها ، كما فعلت الكنيسة عبر طقوس صكوك الغفران كآلية تجريدية جاهزة تحولت الى شعيرة وطقس يمنح شرعية العبادة واستقلاليتها. الحضور القوي لمغاربة العالم عمل على خلخلة مفارقات اللغة الدينية الجديدة وفي العديد من الانشطة المشبوهة التي ترى في الاسلام مفهوما ثيولوجيا وملفوظات من غير اللغة الناطقة بأصواتها ، ولا تقبل بالتحول الميتالغوي للخطاب ككل ، لأنها تتساءل كيف يمكن القول بالإسلام السياسي وهي لا تقبل مثلا بالمسيحية السياسية ولا اليهودية السياسية ، اذ كيف لهذا المفهوم ان يعمل على انشاء مرتبة اوسع منه او سياقا اشمل يكون هو الخطاب الذي يعطي نسقا دالا لملفوظ خطاب الاسلام السياسي ، وحتى يساهم في بنية الميتالغوي وهو يعكس ماورائية الخطاب اي من خلال ما يسميه الباحث عبد الستار قاسم بسذاجة المصطلح ، علما ان المقارنة التي يقيمها لا تقوم ما بين خطابين متجانسين بقدر ماهي مقارنة متنافرة وغير متجانسة فما الذي يجمع ين الاسلام كدين والفكر الشيوعي او الاشتراكي مثلا ؟ التصدي الفكري لمغاربة العالم لتغلغل التطرف السياسي في البوليساريو ، هو نفس الفضح الذي يستدعي فضح تطرف موازي يتمثل في تغلغل التطرف الديني والبحث في التعليل المرجعي والنفسي لآليات استعمال خطاب الاسلام السياسي بأوروبا وما يساهم في تداوليته كنسق تراثي من بيئة مختلفة يسعى من خلالها الى فرض وجوده بالقوة وتحويل التراثي الى شعائر طقوسية هي من ساهمت في نكوصية ادواره الوظيفية ، لان الاسلام السياسي لا يرى في المسلم كما هو ولكن كما يراه الناس- رمزية اللحية والحجاب مثلا – فهو ليس الا ممثلا يحاول ان يطبق معايير وقناعات غيره ، ساهم في تكرس تداوليتها الفقهاء في تحريف تجريدي اجمالي يأتي من فرصة انفرادهم بالدين الاسلامي يعملون خلالها من البحث عن معايير معينة في تحديد سلوكات الناس . ان تغلغل خطاب الاسلام السياسي وهو يستحضر القدسي والميثي في طرح خطابه للتفعيل لا للتأويل فهو يعمل على نفي الفهم الانساني كفاعل رئيسي بسبب محدوديته في الادراك ، وبالتالي فلا مجال للاختلاف فهو ليس حلا مؤقتا ولكنه فكر بديل وخارق وهو اساس الوجود الديني بشكل مطلق ولا يعترف بالتعايش او الانسجام مع الاخر، فهو يرفض لعبة المواقعية وبالتالي تضمحل فكرة الحوار ليصبح المقدس انتكاس للعقلاني وتقويض له في الزمان والمكان مما يستدعي المواكبة عبر تلك الفعاليات المدنية كمستشارين للرصد والتتبع بعد ان اكدت للجميع انها ربحت رهان المواجهة . باحث في تحليل الخطاب