بصرف النظر عن أهم ما بسطه السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي من قضايا وأمور أساسية تتعلق بورش الإصلاح الجامعي المستلهم من روح الخطاب الملكي السامي،الذي ألقاه جلالة الملك يوم 20 غشت 2018؛ ودون أن نكلف أنفسنا عناء إعادة ذكر الخطوط العريضة لهذا الإصلاح البيداغوجي الطموح التي وردت لسان السيد الوزير سعيد أمزازي التي تهم أساسا القانون الإطار والباشلار (ينظر كلمته بالصوت والصورة ضمن هذا المقال)، فإن الشحنة الدلالية والتيمة التي شكلت الاستثناء في كلمته هي تلك الرسائل الواضحة والضمنية التي بعثها السيد سعيد أمزازي إلى الشركاء الاجتماعيين المتمثلين في SNESUP و SMASUP. يمكن أجمالها في الآتي : رسائل مباشرة وواضحة: -السيد الوزير لا يرفض الاصلاح الشمولي، بل هو منخرط فيه حتى النخاع. فقد آن الأوان لاستبدال نظام LMD الذي امتد لحوالي عقدين من الزمن بنظام جديد فعال قادر على توفير تكوينات وتعلّمات ومهارات ملائمة لحاجيات السوق وتيسير اندماج الخريجين في ميدان الشغل.اصلاح شامل سيرافقه نظام أساسي جديد للسادة الأساتذة ؛ – السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي،المعروف بكونه رجلا تواصليا وحواريا بامتياز،يقر بأهمية العمل النقابي ويعتبر النقاباتين قوة اقتراحية مبديا احترامه لهؤلا الشركاء الذين يتقاطعون مع الوزارة في خدمة قطاع التعليم كل من موقعه ؛ -يؤكد السيد الوزير على بداهة الملف المطلبي الذي اتفق عليه الطرفان – السيد الوزير على النقط المتفق عليها منها الدرجة الاستثنائية التي توجدعلى طاولة السيد رئيس الحكومة،مؤكدا على حرسه على حل كل الملفات المتفق عليها ؛. – في رده على ما اعتبرته SNESUP و SMASUP تسريعا من قبل السيد الوزير ،يرد هذا الأخير ،مقارعا الحجة بالحجة، أن تنزيل هذا الإصلاح الطموح اقتضته المصلحة العليا للشعب المغربي الذي لم يعد يحتمل استمرار هذا النزيف، وأن الوضعية المتردية للجامعة المغربية،لاسيما في المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح، لم تعد تحتمل أي تأخير . رسائل ضمنية وغير مباشرة : – تعبير السيد وزير التربية الوطنية عن احترامه للشركاء الاجتماعيين يحمل في طياته رسالة ضمنية مفادها أن مكتب السيد الوزير مفتوح في وجه النقابتين،وأنه أستاذ خبر قضايا الجامعة وهمومها قبل أن يكون مسؤولا؛ – استحضارالسيد الوزير وتوسله لخارطة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،التي رسمت معالم هذا الورش الكبير، فيه رسالة إلى جميع الأطراف مفادها أن قضايا المنظومة التربوية هي القضية الثانية التي تحظى برعاية المؤسسة الملكية والشعب المغربي والحكومة. ومعنى ذلك أنها لا تخضع لأية مزايدة سياسوية أو نقابوية ؛ – رسالة ضمنية وغير مباشرة ثالثة وهي عبارة عن سؤال استنكاري. لماذا انخرطت هذه الأطراف النقابية في جل مراحل هذا الإصلاح منذ بدايته. بيد أنها قامت ،بدون سابق إشعار، على التشويش عليه في أخر مراحله،علما أن المسافة الزمنية لأجرأة هذا الاصلاح الطموح قريبة. ولم يبق من السنة الجامعية2020-2021 سوى شهور.؟؟ !!! هذا غيض من فيض من قضية تهم جميع المغاربة ملكا وشعبا وحكومة، قضية غير قابلة للمزايدة ولا لي الأذرع./p