في اخر تدوينة له على حائطه على الفايسبوك وفي رسالة لصغيرته الجملية”مهاد” ،التي تتخوف على ابيها من فيروس كورونا القاتل، ابوها الذي يعتصم امام مقر عمالة اقليمقلعة السراغنة ، من اجل حقه في الشغل الى جانب زوجته المعطلة لمايزيد عن العقدين من الزمن، وهو يخاطبها “اطمئتي بنيتي لا اعود من المعتصم ان لم اعد حاملا لك بشرى انقد بها كرامتي، ولن افك اعتصامي ولو سالت دمائي ان لم يجدوا لي حلا لعطالتي المزمنة” . وانا احاول البحت عن خبر ينسيني اخبار رائحة الموت بايطاليا، وقد اراوغ الحظ العاثر علني افلح بخبر مفرح، مباشرة بعد توصلي بفك الاعتصام وانهاء معاناة يوسف فرحات الذي اختار خيمته الصغيرة معتصما وسكنا، امضى فيه الشهر و نصف احتجاجا على حرمانه من فرصة شغل التي استتنته دون اي سبب يذكر ، تحولت فرحتي الى ذهول، حيت تم اعتقال يوسف من معتصمه، بدعوى مخالفته لتذابير الحجر الصحي، رغم ان خيمته الصغيرة مزودة بكل مواد التعقيم و النظافة ، وتم ايداعه الحراسة النظرية ، هي هذه فرصة الشغل التي كان سيحملها مفاجئة لابنته الجميلة”مهاد” ،التي لم ترغب في شيء سوى عودة ابيها محميا من كورونا التهميش و النسيان في وطن ينخره الفساد و الزبونية و المحسوبية ،هل فعلا تخافون على يوسف من الفيروس وان كان فيروس التعطيل قد نخره الاف المرات وصغيرته تواسيه بكلمة “بغيناك غير انت ابابا ” اصبري وصابري يا ابنتي “مهاد”حظك العاثر يا بنيتي رماك وابويك في وطن منحناه كل شيء ولم يمنحنا سوى بطاقة تعريف يتيمة، و بالرغم من ذلك نقاوم من اجل حبه ولو كره الفاسدون .