تحركت النيابة العامة في تونس ضد نائب برلماني نشر تدوينة اشاد فيها بجريمة ذبح استاذ التربية على المواطنة الفرنسي التي وقعت يوم الجمعة في منطقة كونفلان سانت اونورين قرب العاصمة الفرنسية باريس، وهو فعل يحرمه القانون التونسي أسوة بقوانين العديد من البلدان الاروبية منها اسبانيا.. يتعلق الأمر بنائب مستقل ( ر. خ.) الذي كتب في تدوينة نشرها يوم السبت تعليقا على العملية الإرهابية قال فيه:"أن الإساءة الي رسول الله هي اعظم الجرائم، ومن يقدم على ارتكابها يتحمل تبعاتها ونتائجها سواء أكان ذلك دولة ام جماعة ام فردا" ففي ذات الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات شعوب العالم بادانة وشجب الطريقة الوحشية التي ارتكب عليها اللاجئ الشيشاني جريمة ذبح الاستاد سامويل باتي وفي خضم تحرك المجتمع المدني الفرنسي بتسيير مظاهرات الادانة والتضامن مع أسرة التعليم الفرنسية ومع أسرة الفقيد المكلومة، تحركت قطعان الدواعش عندنا لتسبح في الاتجاه المعاكس للتيار وتغرق الفيسبوك بتعاليق كلها اشادة بالعمل الإرهابي الجبان وتمجيد لشخص المجرم الشيشاني اللئيم الذي اكرمته فرنسا التي جاءها جائعا فاطعمته قبل أن يتمرد عليها َويتنكر لجميل شعبها ويقطع رأس مواطن من أهلها… الذي يدخل الفيسبوك هده الايام ويطلع على مضامين العديد من المنشورات والتعاليق التي تتناول حيثيات جريمة ذبح الاستاذ الفرنسي يتهيأ له انه قد دخل الي موقع "أعماق" اولااحدي المواقع الأخرى التابعة للدولة الإسلامية في الانترنت حيث ستفاجئه لغة المنشورات والتعاليق بنبرتها التي تقطر بمشاعر العدوانية والحقدا الأعمى على الضحية/الكافر كما تنضح زهوا وافتخارا "بالقصاص" منه ، خطاب داعشي ظلامي يغالي في التطرف والتشدد والتنطع والتحجر، بنفس القدر الذي لايتَورع اصحاب تلك التعاليق في الإشادة بالجهاد وتمجيد جريمة ذبح الاستاذ و اراقة دمه، تماما كما كانت كتابات وتعاليق مواقع الدواعش تعكس مدى مشاعر الغبطة والزهو التي كانت تخالج نفوس عناصرها وهم بصدد لعب كرة القدم برؤوس الرهائن الغربيين ورفسها بنعالهم حالما كان الإرهابي البريطاني قاطع الرؤوس المسمى جهادي جون ينتهي من جزها بسكينه الشهيرة وفصلها عن الجسد….. اصحاب التعاليق التي تشيد بالجريمة الإرهابية وتمجد فعلة المجرم الشيشاني لو كانو يكتبون باللغة الإسبانية لتحركت أجهزة رصد التطرف والإرهاب لتحديد هوياتهم الحقيقية مهما تخفوا خلف اسماء مستعارة ليتم اعتقالهم ومتابعتهم بجريمة Apologia al terrorismo, لكن وبما انهم يعلقون بلغة عربية فمن واجب المخابرات وأجهزة وزارة الداخلية المغربية والنيابة العامة ان تتحرك كما تحركت نظيرتها في تونس لرصد وتحليل مضامين تلك التعاليق والمنشورات واتخاذ مايلزم اتخاذه من تدابير قانونية في حق هؤلاء. بطبيعة الحال لن تنال منا رسائلهم او تهديداتهم ولن تزيحنا ولو قيد انملة عن مبادئنا وقناعاتنا الفكرية والايديولوجية التي صمدنا عليها طيلة عقود…