ادريس زياد لعالم اليوم الدولية العلاقات أنواع هناك علاقات عمل وهناك علاقات أسرية وعائلية وهناك علاقات مجاملة وهناك علاقات مصالح وهناك علاقات استعراضية، وهناك علاقات افتراضية، وهذه الجملة من العلاقات منها الواجب ومنها المستحب ومنها الممنوع، والمختلف والمهم هو نسبة الجانب الإيجابي في حجم هذه العلاقات… لكن نسج العلاقات الكثيرة استعراض بارد يملأ بها المرء الدفاتر ويشعل بها العروض، كأنها أشجار الزينة التي لا تمنح الظلال ولا الثمار، يظن أن علاقتهم حلف وثيق وقلعة يمكن التحصن بها فإذا بها هواء بالون فاسد عند الحاجة إلى إنعاش، تجده يعيش في ترف العلاقات التي لا تفيد ويرى أنه سيستفيد منها يوماً بينما يعجز عن العلاقات الواجبة… فالعلاقات الواجبة تعامل وتعايش وتواصل وصِلات رحم وجنة الدنيا ونعيم الله المعجل، فسبحان من أودع فينا صفاء القلوب وطهارة النفوس والإيثار والمحبة، وسر دوامها في الكلمة الطيبة التي تؤلّف القلوب وتسرّ النفوس، وتُذهب الأحزان وتُبهج الأسماع، وتَهدي الضال، وتعلِّم الجاهل، وتُرشد التائه، وتذكِّر الغافل، وتُنفس الكرب، وتُروِّح عن النفس، وتُطمْئن القلب، وتقرّب البعيد، وتُيسّر العسير، وتذلّل الصعب، وتُهيئ الأسباب، وتَفتح المغاليق… في العادة لا يملك المرء نظرة موضوعية على علاقاته فهو إما محتقرها وإما رافعها فوق قدرها، والخير في الحكم بين الحكمين والمنزلة بين المنزلتينن ورحم الله من عرف قدر نفسه في الحالتين.