"الكِمَامة" هي تسمية تلك القطعة التي تغطي الفم والأنف من وجوهنا لنقي أنفسنا من نفثات الرّداد المُعْدي، حفاظاً على سلامتنا من الأوبئة ! في معاجم العربية هذه الكلمة تقال بحق الثيران والبُعْران والحمير، لئلا تعضّ، أو تأكل فوق حاجتها في مرعاها، أو لوقايتها من الذباب في موسم انتشاره كي لا تهيج ! ومن معانيها أيضاً لو بحثت أكثر فستجد أن الزهرة تَفْتَرّ عن كِمامة، وتطلع منها، فهي وعاء الطلع، وغطاء النوّارة، تغطيها بحنان ورفق حتى تتهيأ لنشر ألوانها وبسط جمالها، وهذه الكمامة هي كأس الزهرة وسبلاتها التي تحتضن بَتلاتها أول الأمر، ثم تكون قاعدتها ومنبتها، وبذاك تكون وجوهنا كالزهرات الملونة التي تلتف في أسافلها الكمامة الحامية الحاضنة ! الكِمَامة" شرط لدخول سوق الطحانين والخبازين وهي تقليد أندلسي قديم لحفظ الصحة تحت رقابة المحتسب، قال ابن عبدين التجيبي الأندلسي في مراقبة المحتسب للطحانين والخبازين: "ولا يعجن أحدهم إلا وهو ملثم لئلا يتطاير من فمه شيء إذا عطس أو تكلم، وأن يشد على جبينه عصابة بيضاء كي لا يعرق فيقطر منه شيء فوق العجين" وابن عبدون التجيبي الأندلسي هذا، كان في القرن السادس الهجري له "رسالة في الحسبة"، نشرها المستشرق ليفي بروفنسال، المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية القاهرة 1955. وجاء في لسان العرب، كل ما أخرجته النخلة فهو ذو أكمام، فالطلعة كُمُّها قشرها، ومن هذا قيل للقَلَنْسُوة كُمَّة لأنها تغطي الرأس ومن هذا كُمّا القميص لأنهما يغطيان اليدين. وفي معجم اللغة العربية المعاصر، كِمامة وجمعها كِمامات وكمائِمُ، والكِمام ما يُشَدُّ به فم الدابة لئلاّ تعضّ أو تأكل وحتى لا يؤذيها الذّباب، وما يوضع على الفم والأنف اتّقاء الغازات السامة ونحوها . وفي تعريف لبعض المعاجم المعاصرة أنها وصفت الكمامة بآلة فعالة يستخدمها الإنسان بوضعها على أنفه حتى لايستنشق الغازات السامة ونحوها، ومما ورد في لسان العرب أيضاً مايفيد أن الكم كل ما يغطي أو القشرة التي تغطي الثمر. قال تعالى: "فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام"(سورة الرحمن) الأكمام هنا جمع كِمّ وهي قريبة المعنى مما قيل عن الزهرة، والنخل ذات الأكمام هي أول إنباتها تكون مجامرها مغطاة بالليف الشديد قبل أن يبزغ السعف. والكِمّ، بالكسر، والكِمامة وعاء الطلع وغطاء النور، والجمع كِمام وأَكِمَّة وأَكمام، قال الشماخ: قضيتَ أموراً ثم غادرتَ بعدها بَوائِجَ في أَكمامِها، لم تُفَتَّقِ وقال الطرماح: تظل بالأكمام محفوفة، ترمقها أعين حراسها والأكاميمُ أيضاً، قال ذو الرمة: لما تَعالَتْ من البُهْمَى ذوائِبُها، بالصيف، وانضرجتْ عنه الأكاميمُ.