ادريس زياد لعالم اليوم الدولية الإعلامي الذي يؤمن أن الإعلام رسالة، لا يتورط في نقيض رسالته، ويفرق بين تغطية الحدث وتبني صانعه، ولا يغض الطرف عن التفريق بين التغطية العمياء والتغطية المبصرة، وذلك لأن الإعلامي المؤمن برسالته يظل موضع ثقة المتابعين، وهناك خطوط تفرض عليه الحذر الشديد في تقديم الأشخاص وتغطية دورهم في الأحداث حتى لا يتورط في تعظيم وتكريم من لا يستحق، فثمة من يدسون أنفسهم في لجة حدث ما لتغيير صورة لهم يحفظها الناس ويكرهونها… عندما يصبح الصحفي مجرد منافق، وعندما لا تضيف الصحافة أي جديد للناس لا تكشف فاسداً ولا تُقيل وزيراً، وعندما لا توجد منظومة تحمي الصحفي من الإعتقال والملاحقة، وعندما تغيب النقابة عن دورها الحقيقي، عندها لن يلتفت الناس لإغلاق جريدة هنا أو منبر هناك، ولن يهتموا بعدم صدور الصحيفة، ولن يبالوا لتسريح طاقمها… في مواقع كثيرة إعلاميون حكماء مبصرون لا يخدعهم شخص ولا يستخفنهم موقف، وآخرون يقدمون السبق الصحفي أو المشاركة في الزفة على جوهر رسالتهم، ومع إيماني بحيادية الإعلام وارتفاع سقف السلطة الرابعة إلا أن ذلك لا يعني مطلقاً التورط في تزوير الحقيقة، فما أندر أن يجتمع في الإعلامي، الإيمان بالرسالة، والحياد، والوعي.