ادريس زياد لعالم اليوم الدولية الصلابة ليست معياراً للثبات فالأسنان الصلبة تتهاوى دفاعاتها وتتساقط مع الأيام، بينما يتحرك اللسان الليّن بمرونة وكفاءة حتى آخر شهقة روح. يقول بوريطة: "الأزمة ستستمر ما لم تتم تسوية سببها الحقيقي، فالمغرب يرفض تلقي هذا النوع من التخويف القائم على صور نمطية بائدة، وسيظل واضحاً بشأن أصل هذه الأزمة وتَكوّنها والمسؤولين عنها" مضيفاً "إسبانيا تحاول استغلال ما حدث في الثغر المحتل لسبتة كمطية للهروب من النقاش الحقيقي حول الأزمة المغربية الإسبانية المتعلقة باستقبال مدريد للمدعو إبراهيم غالي، المتابع بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإغتصاب وانتهاكات لحقوق الإنسان" يجب إعادة النظر في جميع الإتفاقيات الإقتصادية والتجارية للمغرب مع إسبانيا ومن خلالها مع الإتحاد الأوروبي… فعندما ترى فيديو لجنود إسبان وهم يلقون بالمهاجرين المغاربة والأفارقة في عرض البحر أو يعنفون أطفالاً مغاربة مُغرر بهم، يعتصر قلبك الكثير من الإحساس بالغبن والحنق والأسى لما وصلنا إليه من ضعف وهوان، وتدرك حجم الكراهية والعنصرية التي يضمرها الإسبان وأغلب الأروبيون لشعوب جنوب المتوسط، ودرجة التعالي والإحتقار الذي يتعاملون به مع هذه الشعوب، باعتبارها شعوباً متخلفة متوحشة لا تستحق الحياة الكريمة، ويتأكد لك أيضاً أن النظرة الإستعمارية الإستعلائية لا تزال تحكم أوروبا الإستعمارية رغم شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي تساوم بها شعوب العالم الثالث، لكنهم يتناسون أن ما تعيشه هذه الشعوب من فقر و تخلف ما هو إلا نتيجة لسياساتهم الإستعمارية والإستعبادية ولعقود من النهب والإستنزاف لخيرات هذه الشعوب المغلوبة على أمرها، وبتواطؤ مع ساسة هذه الشعوب وأبنائها الفاسدين والمتخاذلين، أقوام تراهم في هذا الزمان يَنْدسّون بين ثياب الفضيلة وعباءات الوطنية، فلا هم من أهلها ولا ممن يَسيرون، لكن التاريخ سيَسِلّ يراعه، فإياك أن يكتب عنك ما تكره الأجيال سماعه.