ادريس زياد لعالم اليوم الدولية يمكن القول أن ما فعله نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، يفوق ما فعله جميع سفراء فلسطين في الخارج ومعهم وزير الخارجية، نجاح مواقع التواصل الإجتماعي في هذه المهمة، لأنها ببساطة تتحدث بحرقة مع من يعيش الحدث ويتهدده الخطر أمام بيته، بعكس أولئك الذين يستنزفون الأموال بملايين الدولارات شهرياً، ويعيشون في الفنادق، وحولوا وظائفهم الرسمية لرحلات سياحية وتجارية يعقدون من خلالها الصفقات، بدلاً من الإنشغال في التعريف بالقضية الفلسطينية أمام المجتمعات الغربية، صامتون في أغلب الأحيان، حتى إذا تحدثوا لم يُقنعوا، لأن في لغتهم تكلفاً وتمثيلاً لا ينقل الواقع لأنهم بعيدون عنه كل البعد… ولمن لا يعرف قصة السفير الفلسطيني العجوز في إسبانيا الذي خرج أمام السفير الإسرائيلي في لقاء تلفزيوني على الفضائية الإسبانية الرسمية خلال الحرب الأخيرة على غزة، الإسرائيلي كان يتحدث اللغة الإسبانية بطلاقة ودافع عن باطل دول الإحتلال، في حين ارتبط لسان السفير الفلسطيني متلعثماً وهو الماكث في إسبانيا منذ 15 عاماً، ولم يستطع إكمال اللقاء باللغة الإسبانية، فطلب من مساعده الجلوس إلى جانبه لترجمة الكلام، في مشهد كوميدي ساخر أربك مخرج البرنامج، السفير الفلسطيني في إسبانيا ليس حالة شاذة، فغالبية سفراء فلسطين على نفس الشاكلة، الهدف من وجود مثل هؤلاء عبر العالم هو البرستيج والإثراء غير المشروع، والمشاريع والتجارة، وآخر شيء يمكن التفكير فيه هو القضية الفلسطينية التي حولوها إلى شركة استثمارية… ومن المعيب أن تكون البضاعة الوحيدة التي تفردها السلطة الفلسطينية أمام قادة دول العالم هو منع حماس من تحويل الضفة لغزة ثانية، والحفاظ على الهدوء والإستقرار في المنطقة وعدم الإنجرار وراء العنف وهو بين قوسين المقاومة، هذا هو مشروعهم السياسي الوحيد الذي يروّجونه اليوم أمام العالم المتحالف مع إسرائيل، لضمان تدفق الدعم الخارجي وغض الطرف عن عدم إجراء الإنتخابات، هؤلاء أصبح بيتهم السياسي من دون سقف، والثمن لا شيء، فقط لضمان استمرارهم في تصدر المشهد والحفاظ على مكاسبهم المادية.