ادريس زياد/القسم الثقافي/عالم اليوم الدولية بعد سنوات من العمل الشاق والدوام على تصبين الملابس ومع كثرة التعب والعياء، ومع أننا لا نلتفت إلى الشيء إلا حين الحاجة إليه، أصبحت الغسالة تتمايل يميناً وشمالاً كسكران خرج من حانة بعد منتصف الليل، وبعدما ساءت حالتها أكثر، صارت تتقدم إلى الأمام كطفل تعلم المشي لتوّه… عرضتها على المصلح، فوجد المحور الذي يمسك الحوض الدائري منكسراً، هذا الذي جعله يتخبط ويضرب على جدارها وجعلها تصدر صوتاً مزعجاً كالذي يتخبطه الشيطان من المسّ، نصحني باستبدالها… بعدها انتقلت العدوى للحاسوب، خيم على شاشته السواد كأنها في حداد لمدة طويلة، عرضتها على خبير الحواسيب الذي أكد لي بأن هذه المشكلة لا حل لها، ما يعني أنه لابد من شراء حاسوب جديد… بعد ذلك انتقل المرض إلى التلفاز، أصبح يعرض الصورة من دون صوت، وفي أحسن الأحوال يصدر صوتاً خافتاً كأن التهاباً حاداً ضرب أحباله الصوتية، مددت يدي خلف جسمه، حرّكت الأسلاك بطريقة عبثية، عاد الصوت مجدداً، لكنه سرعان ما عاد لسيرته الأولى، بعد ذلك سمعت انفجاراً في داخله، تجاهلت الخراب !