ادريس زياد لعالم اليوم الدولية أثناء القصف الهمجي لشارع عمر المختار في غزة أخرج أحد التجار من بين حطام متجره المدمر، فستاناً أحمراً، قائلاً: في الأيام الأخيرة من شهر رمضان تجادلت معي فتاة حول سعر هذا الفستان، كان ذلك قبل موعد زفافها بعدة أيام، لقد كانت الفتاة بارعة في المفاصلة مثل براعتها في إظهار بهجتها، وحماسها باقتراب يوم زفافها، فقد حجزت الفستان الأحمر بأقل من نصف ثمنه، وكانت ابتسامة الفرح تعلو وجهها، وهي تنظر إلى خطيبها، نظرة انتصار وكأنها تقرأ المستقبل… كان من المفترض تُزف الصبية الجميلة إلى عريسها ثالث أيام العيد لكنها لم تأت لتأخذ الفستان، سألت عنها، يقول التاجر وتمنيت أن تكون قد نجت من القصف الهمجي كما نجا فستانها، لكن يبدو أن الفستان كان أكثر حظاً من صاحبته، فَلم يمنحها القصف المجنون من الوقت ولو ليلة واحدة، لتنعم بالبهجة، والحب… مضيفاً: سيظل فستانك يا صغيرة معلقاً هنا، مكتوب عليه، ليس للبيع، هو ذكري لفتاة جميلة حلمت ذات يوم أن ترتديه يوم زفافها، لكن هولاكو العصر أراد لك أن ترتدي كفنا أبيضاً.