م.بوزغران/عالم اليوم الدولية ضمن سلسلة حلقات غرائب وعجائب التدبير المحلي وضمن تيمة النوستالجيا العجيبة بشأن كوارت تدبير الشأن المحلي والنهب و السلب و التلاعب بالمال العام و التربح غير المشروع من اموال خصصت اصلا لتدبير شؤون المواطنين، استرعى انتباهي غزوات الحساب الاداري التي كنت احضرها باهتمام بالغ لتوتيق مجازر التلاعب بالمال العام و الضحك على الدقون من وراء حجاب وبرعاية لمن كلفوا بالتتبع و المراقبة لنحد في المحصلة كيف دخل منتخبون"مكحطين" الى لعبة الخبت السياسي العقيم واغلبهم لايفرق بين الليف و الزرواطة وخرجوا من اغنياء القوم ،لن نعرج لنحرض عليكم المقارنة في اطار دراسة سوسيولوجية لتناول الضاهرة وانما في عرض الواقع المرير الذي اضحى يعلمه الخاص و العام من خلال سرقة المجالس و التربح من خلال التلاعب بالصفقات وتضخيم الفواتير وفصول الميزانية بشكل لايصدقه عاقل ،حتى ان المجالس الرقابية ومن ضمنها المجلس الاعلى للحسابات دق ناقوس الخطر بشأن التلاعب والنهب و السرقة للميزانيات دون اعتبار للتصريح بالممتلكات الذي ولد ميتا دون تفعيل او مراقبة لممتلكات وحسابات صارت تسجل في اسماء الاقارب و الزيجات والخليلات و الابناء ولا من يولي النزيف اعتبارا او اهتماما . تعود بي ذاكرتي بشأن مجازر ومهازل الحسابات الادارية وبرعاية السلطات المحلية الى عهد ولى يون كنت اخضر دورات المحالس المحلية خاصة منها الجماعات الفقيرة الاي كانت اغلبها تعقدها بشكل مغلق كي لا تنبعث روائح التلاعب التي تزكم الانوف وكيف تتمت عملية ضمان اغلبية مخدومة تتحكم فيها الشيكات والعطايا وتحقيق المصالح و توظيف الابناء و الاستفادة من الصفقات و اقتسام الكعك ليس بالتساوي وانما حسب اهمية ممثل السكان الذي اشتراهم بثمن بخس وباعهم آلاف المرات في برصة المصالح و الاغتناء اللامشروع تحت شعار لاخساب ولاعقاب او فلوس اللبن يأكلهم زعطوط ومن والاه الى يوم الدين. يكشف الحساب الاداري سوقا رائجة ونودجا صارخا عن التدبير المحلي الذي يكرس دون ريب فشل المجالس المنتخبة في تدبير شؤون العباد، وكيف تُورط فصول الميزانية بشقيها التسيير و التجهيز الاغلبيات المخدومة، وكأن الجماعات المحلية بمتابة البقرة الحلوب الاي يتسابق عليها اشباه السياسسين ومن يدعون خدمة الوطن والوطن براء منهم لمراكمة الثروة و التربح غير المشروع على حساب اموال الشعب . كان حضوري في دورة حساب اداري مزعجا لجماعة تقتات على حساب الضريبة على القيمة المظافة الا ان التلاعب بها يضاهي كل القيم المظافة من خلال تدبير الميزانية المحلية و التلاعب بالصفقات بشكل غير قانوني وكيف يتعاقد الرئيس الامي مع مقاولات معروفة لتمريرها وبشكل مفضوح وكيف تحول الرئيس ذاته واتباعه من عاطلين الى وجهاء القوم بعد ان كان يقطن كوخا طينيا آئل للسقوط وكيف غزت اسماء المستشارين اسماء موظفي الجماعة واعوانها وكيف تحول اعضاء الى اصحاب صفقات و مقاولي الغفلة ومالكي اكشاك ودكاكين ومواقف للسيارات ومقاهي.. اتذكر حين كنت اود الدخول الى دورة الحساب الاداري اغلق مستشار الباب في وجهي الا أني صممت على الدخول باي ثمن واخدت مقعدي لاحظر مهزلة الحساب الاداري التي كشفت اطوارها فوق المتخيل … رغم تدخل السلطة و حضور افراد من القوات المساعدة ورغم ان لدي الحق كله لمتابعة دورة الحساب الاداري الغريبة غرابة البلدة التي توجد بها الجماعة وفي غياب تام للساكنة التي لا تعرف مايجري ويدور في ردهات جماعة هاجرها مثقفوها وشبابها ،الذين كانوا يمسحون دموعها في صمت بعد مخططات التخريب ومساندة بنيات الانتهازيين الذين تفننوا في بيع الساكنة بمبالغ بخسة ولتحقيق مطامع خبيثة ارضاء لنفوسهم الجامحة ولسماسرة الدمم . فتح الرئيس الامي الدورة وهو يضرب الطاولة وكانه يعوض بضرباته عجزه الفكري لالقاء جملة ولو بالدارجة لافتتاح الدورة "كتوحل فيه الهضرة" او داكشي لي خفظوه كايمشي ليه، ففي لقاء امام عامل الاقليم وفي كلمته في خيمة الاستقبال وحين اراد ان يظهر امام الساكنة كأنه مهم اخد مكبر الصوت" مخاطبا"ايها العرب ايتها العربات….." اشمئز العامل من تصرفه و قهقه الحظور ونزل الرئيس من فوق الخشبة شاحب الوجه، بعدما ضاعت من ذاكرته صيغ قد لقنها له ابنه الذي يتابع دروسه بالابتدائي، القائد ينظر اتناء دورة الحساب الاداري للرئيس نظرة غير الراضي …قام مستشار آخر معروف كان يوظف بكلامه النابي وبلطجيته المعهودة في المواقف الصعبة ،وهو المأمور من طرف القائد وهو لا يدري ما يدافع عنه فقط يستعمل للتضليل و للتغليط واخفاء مايجري ويدور رغم انه لايعلم مايطبخ في "طنجرة" الحساب الاداري ،اللهم انه يرفع يده الى الاعلى مرددا"هذه جماعتنا او مسوق تاواحد فيها او البركة في المخزن" ،يصفق الجميع ورئيس الجماعة يتصبب عرقا لانه يعلم ان دورة الحساب الاداري سيتم نشر غسيلها رغم الكولسة ومحاولة جعل الدورة مغلقة ورغم انه لاحد يعلم بمجريات ما يحدث، وقدتمت عملية التوتيق تسجيلا آنداك دون شك بل سيطلع على المهزلة الكبرى كل المتابعين والمسؤولين بمافي ذلك من تركوا البلدة و تأسفوا لما آلت اليه الامور بمسقط رأسهم الذي يباع علنا "وعلى عينك يابن عدي" … كانت عملية قراءة الميزانية من طرف احد المعطلين حينها ، المستشار الذي باع ضميره بدراهم معدودة وبثمن بخس للصمت على مايجري ويدور بردهات افقر جماعة بكت حظها التعس بعد ان افتضت بكارتها آلاف المرات على مسمع ومرآى ساكنتها التي تتدور فقرا و تهميشا . بدأ المستشار المطل "المستوه" يقرأ فصول الميزانية وبسرعة وبصوت يدغدغ المشاعر وغير مفهوم دون مناقشة، ومن ياترى سيناقش مادام كل الاعضاء أميون او من خريجي المتوسط الاول او معتوهون فاقدون للاهلية ويسيرون عن بعد …برمج بعدها الفائض و تمت المصادقة بالاجماع على دورة الحساب الإداري دون معرفة ماتحمله الفصول المبهمة من مبالغ، لا يعلم مصيرها الا الله و القائد والرئيس و حيسوبي الجماعة وماخفي اعظم … انتهت المهزلة بقهقهات جاهلة على شرب كؤوس الشاي و الحلوى و المكسرات ..الى ان ينشر الغسيل وتحول لجنة التفتيش وفصل آخر ومحطة اخرى لتعامل رئيس امي مع اللجنة ذاتها، وكيف اغتنى قائد ومعطل ورئيس امي وحيسوبي من جماعة فقيرة و الباقي تفاصيل وهوامش سنتناولها في حلقات أخرى.