أظهر تحليل أولي لبيانات أحد الصندوقين الأسودين للطائرة المصرية المنكوبة، التي عثر على حطامها في البحر المتوسط إلى وجود دخان في دورة المياه ودخان صادر من غرفة الأجهزة الإلكترونية للطائرة قبل اختفائها من على شاشات الرادار، وفقا لبيان للجنة التحقيق في الحادث. وأفاد البيان أن قطعا من الحطام الخاصة بالجزء الأمامي للطائرة، من طراز "ايرباص A320"، والذي تم انتشاله أثناء عمليات البحث، ظهر عليها مؤشرات تلف بسبب حرارة عالية و آثار دخان كثيف أسود. وأضاف أن تلك المعلومات تتوافق مع رسائل نظم التواصل الآلي مع الطائرة (ACARS). وتشير المعلومات إلى أنه قد تم تسجيل بيانات الرحلة منذ إقلاع الطائرة من مطار شارل ديغول في العاصمة الفرنسية حتى توقف التسجيل عند ارتفاع 37000 ألف قدم مكان وقوع الحادث. وقالت اللجنة إنها نجحت في استخلاص البيانات من مسجل البيانات وإنها تتحقق من أكثر من 1200 معلومة عن أداء الطائرة أثناء الرحلة تمهيدا للبدء فى مرحلة القراءة والتحليل. وأضافت اللجنة أن البيانات المسجلة "تتوافق مع رسائل نظم التواصل والإبلاغ مع الطائرة والتي تشير إلى وجود دخان في دورة المياه ودخان صادر من غرفة الأجهزة الإلكترونية للطائرة." وأرسلت الطائرة سلسلة من التحذيرات تشير لرصد دخان على متنها من خلال نظام آلي ينقل بشكل آلي بيانات أنظمة الطائرة والأعطال إلى الشركة المشغلة. وقال البيان إن قطع الحطام التي انتشلت من الجزء الأمامي للطائرة أظهرت مؤشرات وقوع تلف بسبب حرارة عالية ودخان كثيف أسود. وأضافت اللجنة أن العمل مستمر لإصلاح جهاز مسجل محادثات قمرة القيادة في فرنسا التي أرسلت إليها شريحتا البيانات من الصندوقين الأسودين بعد انتشالهما من البحر المتوسط في وقت سابق هذا الشهر وكان الصندوق الأسود الذي يحمل بيانات الطائرة أصلح بنجاح في فرنسا بعد أن لحقت به كثير من الأضرار. وكانت الطائرة المصرية -وهي من طراز "إيرباص أي320"- قد تحطمت في طريقها من باريس إلى القاهرة أثناء تحليقها بين جزيرة كريت اليونانية وساحل مصر الشمالي وعلى متنها 66 راكبا، بينهم أربعون مصريا و15 فرنسيا، بعدما اختفت من شاشات الرادار لسبب لا يزال مجهولا.