انتشر مصطلح البؤر الشبه العائلية انتشار النار في الهشيم كما يقال مجرد ما نحته رئيس الحكومة سعد الدين العثماني في أحد تصريحاته المرتبطة بالجائحة، وهو المصطلح الذي حوله رواد مواقع التواصل الى مادة للسخرية. وقفز إلى ذهن العشاق سؤال ، هل ينتقل كورونا عبر الممارسة الجنسية ،؟ بعد ظهور الوباء قبل أشهر ، لكن لا يوجد دليل قوي حتى الان يؤكد أن مرض فيروس كورونا يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ولكنه ينتقل عن طريق التقبيل واللمس الجسدي، وهي ممارسات شائعة أثناء النشاط الجنسي مع الشريك.
على الرغم من أن الانخراط في الأنشطة الجنسية والحميمة مع شركاء يعيشون في نفس المنزل آمن طالما لم تظهر على أي منهم أعراض مرتبطة بالفيروس، فإن بعض الأشخاص يمتنعون عن كل العلاقات الحميمية من حيث المبدأ، خوفاً من الإصابة بالفيروس أو نشره، وهذا أمر مؤسف لأن اللمس الجسدي هو جزء أساسي من العلاقة، ويشكل محددًا رئيسيًا للترابط العاطفي ويمكن حتى اعتباره ضرورة للحياة.
فكما يؤكد علماء الجنس فاللمس له تأثير مهدئ من خلال خفض مستويات الكورتيزول وزيادة الأوكسيتوسين، وهو الهرمون الأساسي الذي يشارك في الترابط الاجتماعي ويسهل أيضاً الإثارة الجنسية.
وقد عاش العشاق المغاربة كغيرهم في زمن الإغلاق الأول ازمة حقيقية بسبب التباعد الذي فرضته التدابير الاحترازية .
لكن الوباء وتدابير التخفيف الاجتماعي المصاحبة له اوجدا مفارقة واضحة بين الخوف العميق من الاتصال الوثيق بالجنس الآخر من ناحية، والشوق الشديد للمس الجسدي والمعاشرة من ناحية أخرى، سيما المعانقة والتقبيل، كوسيلة للتغلب على الخوف والرعب ومشاعر القلق والضيق التي ولدها كورونا لدينا، وتعزيز مشاعر الترابط والاتصال المتين بين الشركاء في العلاقات الحميمية.
انشغل المغاربة، حتى خارج المصرح به، بتأثير وباء كورونا على الجنس والعلاقات الحميمية، وفي اللحظة التي رفع فيها الحجر الصحي انتشرت بؤر "شبه عائلية" بتعبير العثماني في الأسبوع الأول من رفع الحجر وهو ما يدل على أن الحاجة للإشباع الجنسي تخطت الحدود والإجراءات الصحية وولدت عدوى وناقلين للفيروس ومخالطين. كما أن ما تم تداوله في وسائط التواصل الاجتماعي من نكت وقفشات جنسية ساخرة، تدل كلها على أن هناك شعورا بتأثير كورونا على حميميات المغاربة، الذين أشاع بعضهم أن الإكثار من الجنس يمنح الجسد مناعة قصوى ضد الفيروس القاتل وهو ما اضطر وزارة الصحة إلى تفنيده.
قصص كثيرة لم تروى عن الجنس والمواعدة بالمغرب في زمن الإغلاق ، وأسئلة كثيرة تقفز إلى الذهن من قبيل: هل أحدث فيروس كورونا المستجد تأثيرا على العلاقات بين الرجل والمرأة، العلاقة الأكثر طبيعية؟ ما نوع هذا التأثير وما حجمه؟ هل استمرت علاقات الحب والجنس لدى المغاربة ذاتها كما كانت قبل وباء كورونا؟ وبسبب الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي والخوف من الإصابة بالفيروس كيف تضرر "العمل الجنسي" والنساء المشتغلات بالجنس؟ هل يتم ملء الفراغ العاطفي بما تمنحه وسائط الاتصال الاجتماعي من إثارة حيث ينتقل الجنس من البعد الفيزيقي إلى الانفصال بين الجنسين؟
ما تأثير فيروس كورونا على تصورنا للجسد والجنس، هل نصبح أمام تمثلات جديدة تعلي من شأن الصورة والتواصل عن بعد في ممارسة الحب والجنس؟ وكيف تأثرت حرف ومهن بتحولات الحب في زمن كورونا، كبائعي الورود والهدايا، خاصة مع ترقب موعد الاحتفال بعيد الحب؟
اسئلة وغيرها من القصص عن هذا الموضوع تجدونها في العدد الجديد من الأيام الأسبوعية بالأكشاك.