حرك الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء قبل أسابيع ردود فعل كثيرة، ومتباينة يمكنها أن تدفع بالملف إلى مراحل متقدمة. الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان قد قال عقب توقيع اتفاق يعترف بسيادة المغرب على الصحراء ، إن "اقتراح المغرب الجاد والواقعي بحكم ذاتي، هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم من أجل السلام والرخاء" .
ووفقا للإعلان الذي وقعه ترامب، تعتقد إدارة الولاياتالمتحدة، أن إقامة ''دولة مستقلة'' في الصحراء المغربية، ليس خيارا واقعيا لحل الصراع.
ومن شأن هذا القرار أن يدفع دول أخرى خاصة في الاتحاد الأوربي بالنسج على المنوال الأمريكي.
آخر ردود الفعل تتمثل في عقد البرلمان الألماني "البوندستاغ"، اليوم الجمعة جلسة تعد الاولى من نوعها لمناقشة الوضع في الصحراء، تليها عملية التصويت على مقترحين تقدما بهما كل من حزب الخضر وحزب اليسار.
محمد العمراني بوخبزة استاذ العلاقات الدولية يرى أنه من الصعب التكهن بالقرارات التي يمكن أن تتخذها المانيا في الملف، خاصة وأنها هي من استدعت مجلس الأمن لعقد جلسة بعد الاعلان الامريكي.
ويؤكد بوخبزة في حديث للأيام24 أن الرئيس السابق للفدرالية الألمانية هورلست كوهلر كان مبعوثا خاصا للصحراء، وبالتالي يكون من الصعب الحديث عن اتخاذ خطوة في هذا الاتجاه ، وألمانيا بعيدة في هذا الملف على المستوى المباشر ، بخلاف إسبانيا وبشكل اقل فرنسا .
وعن اسبانيا يضيف المتحدث أن لديها نظاما قانونيا خاصا على مستوى منح الجنسية، وفرنسا بسبب مصالحها مع المغرب وهاتين الدولتين اقرب من المانيا للملف.
ويعتبر بوخبزة أن ما وقع في البوندنستاغ الألماني ليس الوحيد، إذ سبق أن وقع في اسبانيا وإيطاليا، بسبب تواجد احزاب بحكم اديولوجيتها تقحم الملف في مشاكلها الداخلية . لافتا الى أن هذه الاحزاب تعتبر بعض القضايا قضايا مبدئية، كحزب الخضر في ألمانيا وأيض ايطاليا وبوديموس في إسبانيا .
وشدد الخبير في العلاقات الدولية أن المناورات لا قيمة لها، من الناحية السياسية ولا من الناحية القانونية ، بل لاثارة الانتباه على المستوى الخارجي وسبق أن اثير الأمر في كل من الدانمارك ودول أخرى .
واشار في هذا السياق الى أن الأغلبية الحكومية تتصدى لهذه المناورات التي تقودها احزاب تبحث عن الشهرة اكثر لأنها تعلم ان الأغلبية البرلمانية لايمكن أن تساندها .
وعن الدول التي يمكن أن تحذوا حذو أمريكا في هذه الفترة يٌستبعد ان تعترف المانيا لكن هناك بعض الدول يمكن ان تفعل كفرنسا وإسبانيا . خاصة بعد تصريح وزير الداخلية الإسبانية الأخير في أفق القاء المرتقب في فبراير المقبل .
وفي هذا الصدد يقول بوخبز إن اسبانيا اقتنعت ان النقاش مع المغرب يمكن أن يكون شموليا ، ولايمكن اعتبار المغرب على انه فقط دركي ومصدر مشاكل ، بل يجب أن تتثار كل الملفات بمافيها سبتة ومليلية.
وعلاوة على الدول الآنفة الذكر رجح المحلل السياسي أن تتبنى بريطانيا موقفا ايجابيا من قضية الصحراء، بحكم الوضع الحالي وخروجها من الاتحاد الأوربي ، فهي تبحث عن علاقات تخفف من خروجها ، ويمكن ان تتوجه تحو المغرب في المسقبل القريب .