شكلت المباحثات التي أجراها كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الثلاثاء عبر تقنية التناظر المرئي، مع وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، مناسبة لوضع حد للشائعات حول وجود أزمة صامتة بين الرباطومدريد. ويعتبر مراقبون، أن العلاقات بين المغرب واسبانيا تعيش نوعاً من الفتور بعد سلسلة أحداث أبانت عن التباعد الحاصل بين البلدين على الرغم من تصريحات مسؤولي البلدين حوب متانة العلاقات بينهما. وبدأ التوتر بين الرباطومدريد يطفو على السطح بعد أن أهان عضو في حزب اليمين المتطرف فوكس في مليلية الشعب المغربي واتهم المغرب بابتزاز إسبانيا.
لكن خلال المباحثات بين الوزير المغربي ونظيرته الإسبانية، أشاد المسؤولان بالعلاقات الممتازة القائمة بين المغرب وإسبانيا، التي يعتبرها الملك محمد السادس، شريكا طبيعيا.
كما سلط الجانبان الضوء على متانة العلاقات الثنائية.
ويشير عدد من المتتبعين، أن مدريد استوعبت رسالة الرباط الواضحة، بضرورة إظهار حسن النوايا تجاه العلاقات القائمة بين البلدين، خاصة بعد الموقف غير الودي لإسبانيا تجاه مغربية الصحراء منذ اعترف الرئيس ترامب بسيادة المغرب عليها.
وفي هذا السياق، قال محمد أكضيض، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، في تصريح ل"الأيام24″، أن إسبانيا أدركت أن لها مصلحة العلاقات الاستراتيجية مع المغرب أكثر من أي وقت مضى، كما أدركت كذلك أن اقتصاد ومصالح مدريد بالأساس في المغرب".
وأوضح أكضيض، أن "أزمة الوباء صعدت من هذه القناعة الإسبانية، إلى جانب إغلاق الحدود دعم هذه القناعة السياسية، وهي جوار المغرب أساسي لا مفر منه سياسيا اقتصاديا واجتماعية وايجاد الحلول يجب أن يتم بالتوافق لا بشد الحبل ومحاولة ردة فعل من أجل اسقاط قوة المغرب الصاعدة".
وأضاف الخبير المغربي، أن "هذا ما حاولت وزارة الخارجية الإسبانية نهجه إلا أن الأمر لم تنجح معه هذه المناورة والآن رئيس الحكومة الإسبانية أعاد حسن الجوار وعلاقة الشراكة إلى نصابها وفتح أصغاءه إلى المغرب وخاصة إلى وزير الخارجية المغربي من أجل وضوح العلاقة ورابح رابح ووضع اليد في اليد من أجل تخطي الأزمات الطارئة والود بين المملكتين".
وأشار أكضيض، إلى أن "على إسبانيا وهي تعلم أنها سوف لا تحتاج بترول الجزائر في سنة 2030 وستلجأ إلى الطاقة البديلة بناء على دراسات استراتيجية تشير وتؤكد أن الجزائر تراجعت عن رفع انتاجها بسبب الجائحة التي قلصت صادرات النفط وانهيار الأسعار مما يهدد مقعدها في تجمع أوبيك الخاص بالدول البترولية، إضافة إلى أنبوب الغاز النيجيري المغربي الذي سيصل إلى الجارة إسبانيا، ناهيك أن مدريد تبني مخططاتها الاستراتيجية والاستشرافية على المدى المتوسط كذلك وتعلم أين تتجه حاجتها الاقتصادية الطاقية وهي التخلي عن البترول من أجل الطاقات البديلة ".