لم يخف عبد العزيز أفتاتي القيادي وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في حديثه ل"الأيام24″، وجود نقاشات حادة واحيانا صعبة خلال انعقاد اشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للحزب الذي يقود الحكومة. وقال أفتاتي، ان هذه النقاشات سارت في اتجاه تكريس الخيار الديمقراطي والحفاظ على مبادئ الحزب، مؤكدا أن الأعضاء يتشبثون بالمشاركة في الانتخابات المقبلة وعدم فسح المجال ل"المفترسين" للسيطرة على المشهد السياسي في المغرب.
في ظل خلافات عميقة..كيف مرت أجواء اجتماع المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية؟
مرت الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، في أجواء نقاشات قوية، وأحيانا صعبة، بسبب التطورات الأخيرة والتي همت مجموعة من القوانين التي رفضها حزبنا خاصة تعديل القاسم الانتخابي وإلغاء العتبة ثم مشروع قانون القنب الهندي الذي صادقت عليه الحكومة.
وقد كان البيان الختامي واضحا بهذا الخصوص، عندما أكد المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية في نهاية أشغاله، على رفض تعديل القاسم الانتخابي، والتحفظ على مشروع قانون الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي إضافة إلى رفض استقالة ادريس الأزمي الادريسي رئيس برلمان البيجيدي وأيضا دعوة عبد الإله بنكيران للتراجع عن استقالته.
و لفقرات البيان الختامي عدة مراحل مرت منها من خلال تصويت أعضاء المجلس والأمانة عليها بالأغلبية وعلى مرحلتين، حيث لم نختلف كثيرا عليها بل وفي جزء كبير منها تمت بشكل مطلق.
هل هذا يعني أن حزب العدالة والتنمية مازال متماسكا رغم الخلافات العميقة الداخلية والتي أدت إلى نزيف الاستقالات؟
إن حزب العدالة والتنمية هو حزب مؤسسات، والنقاش الحاد لا يفسد للود قضية، وهدفنا في البداية والنهاية هو تكريس الخيار الديمقراطي، بعيدا عن القرارات المنزلة والمفروضة.
وبالتالي ما حدث من نقاشات داخل المجلس الوطني، يعكس الوضع الصحي للديمقراطية داخل الحزب، ولا يمكن إلا أن تزيد هذه النقاشات والاختلاف في الآراء من تشبت أعضاء الحزب بمبادئه وبالعمل الجماعي والإسهام في تموقع الحزب بشكل قوي داخل المشهد السياسي المغربي.
كيف تعاملتم مع تم تسريب حديث بنكيران حول "الكيف" من خلال زيارة أعضاء المجلس الوطني له في منزله بالرباط من ضمنهم محمد يتيم؟
ما حدث هو أن عددا من أعضاء المجلس الوطني للحزب كلفوا بزيارة بنكيران من أجل إقناعه بالتراجع عن تجميد عضويته، لكن تم تسريب تسجيل له، وضح بشأنه الأستاذ يتيم أن الأمر يتعلق بتسجيل تم بطريقة غير مقصودة في مجموعة من مجموعات الواتساب، واتصل بالأخ عبد الاله بن كيران وشرح له ما وقع.
ومن هنا أؤكد أن يتيم منزه عن القيام بذلك، لأن الأصل عندنا هو الثقة وليس الشك والتخوين، وبالتالي، فمناضلي حزب العدالة والتنمية منزهون على القيام بهذه الخزعبلات، لذلك ليس ادنى شك في الأستاذ يتيم ، لأنه قد يكون وقع خطأ. وأمر طبيعي أن يغضب بنكيران من هذا التسريب.
هل ستنسحبون فعلا من الانتخابات المقبلة؟
لا أخفيك القول أن عددا من الأعضاء ساروا في اتجاه مقاطعة الانتخابات المقبلة، لكن الأغلبية رأت أن هذا الانسحاب سيفسح المجال لأحزاب الدولة بأن تسيطر على المشهد السياسي المغربي، وبالتالي، نرى أن المشاركة خيار استراتيجي وما قد يتغير هو مضمون هذه المشاركة.
لذلك، المطروح بالأغلبية الآن، هو المشاركة في الانتخابات في إطار الانحياز للخيار الديمقراطي، لأن عدم المشاركة يعني الهروب، وقد تلجأ إليه الأحزاب عندما ترى أن إخلاء الطريق سيعود عليها بالنفع، ونحن لا نريد أن ندع الساحة " للمفترسين" ،لا يمكن ذلك، طالما هناك فرصة للاستمرار بخلفية النضال الديمقراطي وتكريس الديمقراطية في بلادنا.