بعد أن خمدت ضجة اتهام الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية بإساءة السلسلة التلفزيونية "قهوة نص نص" للمحامين قبل أن تقضي المحكمة بعدم قبول الدعوى شكلا وتحميل رافعها الصائر، عادت الإنتقادات مرة أخرى لتطوّق الفيلم التلفزيوني "الشريف مول البركة" الذي بُث مساء الأحد الأخير على القناة الثانية ويعالج موضوع استغلال الدين لقضاء مآرب شخصية. مجموعة من المبحرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وضعوا الفيلم في قفص الإتهام وجلدوا مضمونه، معتبرين أنّ تناوله لموضوع بعينه لم يخلُ من الإساءة للدين والإستهزاء بكتاب الله بعد عرضه في ظرفية لها قدسيتها في إحالة منهم على شهر رمضان الكريم.
من رفعوا أصواتهم ووجهوا انتقادات لاذعة للفيلم، حاولوا أن يشرّحوا بالتحليل والرأي وانطلاقا من وجهة نظرهم ما تضمنته مشاهد معينة في تأكيد منهم أنّ العمل التلفزيوني موضوع الجدل، عمد إلى شيطنة المتدينين وحصرهم في خانة الخونة والإنتهازيين، إضافة إلى تقديمهم في صورة غير لائقة جمعت العديد من المساوئ بما فيها الكبت الجنسي.
وبالعودة إلى سيناريو الفيلم الذي كتبت مضمونه كاتبة السيناريو صونيا التراب وأشرفت على إخراجه الفنانة سامية أقريو وتكفّلت بإنتاجه شركة "عليان" للإنتاج للمخرج نبيل عيوش، فإن قصته تضيء حياة "الشريف مول البركة" الذي يظهر في صورة رجل ورع وتقي، غير أنه يضمر خلاف ما يبطن قبل أن يوقع ضحاياه في الفخ، في مقدمتهم الحاج إدريس الذي يملك ثروة طائلة جمعها من عمله في مجال المجوهرات إلى أن وقع ما لم يكن في الحسبان بعد أن تسلّل "الشريف" إلى حياته دون سابق إنذار.
ومن جملة التساؤلات التي أحاطها رواد الفضاء الأزرق بالكثير من علامات الإستفهام، تبقى أهمها تلك التي تبحث عن إجابات شافية حول الغاية من وراء بث مشاهد العري والإغراء والعبارات المخلة بالحياء في رمضان والمغزى من تمرير رسائل بعينها، وصفها البعض بأنها مبطّنة ومقصودة، وهم يلمزون إلى كاتبة السيناريو صونيا التراب، من خلال جزمهم بالقول إنّ اسم هذه الأخيرة يقفز إلى الذهن بصفتها مؤسِّسة مشاركة لعريضة "خارجة عن القانون" التي تدافع عن الحياة الخصوصية والحريات الفردية، من ضمنها ممارسة الجنس خارج إطار الزواج.