تتشبث الحكومة الاسبانية بالثبات على نفس الموقف من الصحراء المغربية رغم ضغط المعارضة بقيادة الحزب الشعبي وتمسُّك المغرب بشرط إصدار موقف واضح وصريح لعودة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، حيث وجهت مدريد عبر وزيرة خارجيتها إشارة جديدة إلى الرباط تلمح إلى إطالة الأزمة فيما يشبه معركة "النفس الطويل". وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليس لايا قالت ردا على سؤال في البرلمان تقدمت به المعارضة، اليوم الأربعاء، إن موقف إسبانيا من الصحراء "ثابت ، ولم يتغير ولن يتغير" ويحترم الأعراف الدولية وقرارات الأممالمتحدة.
المغرب كان سباقا إلى التصعيد مع اسبانيا والسبب في ذلك هو اكتشاف دخول ابراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو سرا إلى أراضيها، وأكد في تصريح مكتوب غير مسبوق لوزارة الشؤون الخارجية، أن "جوهر المشكل هو مسألة ثقة تم تقويضها بين شريكين. جوهر الأزمة هو مسألة دوافع خفية لإسبانيا معادية لقضية الصحراء".
وأكدت الرباط في التصريح ذاته أن "الأزمة ليست مرتبطة بحالة شخص. إنها لا تبدأ بوصوله مثلما لن تنتهي بمغادرته. إنها وقبل كل شيء قصة ثقة واحترام متبادل تم الإخلال بهما بين المغرب واسبانيا. إنها اختبار لموثوقية الشراكة بين المغرب واسبانيا".
ثم وضعت العلامات الأولى لمسار الخروج من الأزمة وقالت "إذا كانت الأزمة بين المغرب وإسبانيا لا يمكن أن تنتهي بدون مثول المدعو غالي أمام القضاء، فإنها لا يمكن أن تُحَلَ بمجرد الاستماع له. إن الانتظارات المشروعة للمغرب تتجاوز ذلك. فهي تبدأ بتقديم توضيح لا لبس فيه من قبل إسبانيا لخياراتها وقراراتها ومواقفها."
وأضافت أن قضية غالي "كشفت هذه القضية عن مواقف اسبانيا العدائية واستراتيجياتها المسيئة تجاه قضية الصحراء المغربية. وأظهرت تواطؤات جارنا الشمالي مع خصوم المملكة من أجل المساس بالوحدة الترابية للمغرب".
ووجهت إلى مدريد ستة أسئلة لم تحصل على جوابها منذ إصدار التصريح يوم 31 ماي الماضي: "كيف يمكن للمغرب في هذا السياق أن يثق مرة أخرى بإسبانيا؟ كيف سنعرف أن إسبانيا لن تتآمر من جديد مع أعداء المملكة؟ هل يمكن للمغرب أن يعوّل حقا على إسبانيا كي لا تتصرف من وراء ظهره؟ كيف يمكن استعادة الثقة بعد خطأ جسيم من هذا القبيل؟ ما هي ضمانات الموثوقية التي يتوفر عليها المغرب حتى الآن ؟ في الواقع، هذا يحيل إلى طرح السؤال الأساسي التالي: ما الذي تريده إسبانيا حقا ؟".