يتواصل للشهر الرابع تواليا غياب زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية عن مخيمات تندوف في الجزائر وعن تدبير شؤون التنظيم الانفصالي، بالتزامن مع فقدان عدد من القيادات من الجيل الأول. ابراهيم غالي الذي دخل سرا إلى إسبانيا في أبريل الماضي للاستشفاء وخرج منها في فاتح يونيو لا يزال في العاصمة الجزائر ويكتفي بتوقيع بيانات ونداءات باسم الجبهة، ويتزامن هذا الاختفاء عن المشهد في تندوف مع مفارقة عدد من القياديين للحياة، أولهم قائد الدرك الداه البندير الذي يرجح أنه قُتل أثناء محاولة استهداف نقطة عسكرية مغربية عند الجدار الدفاعي، وآخرهم قائد المخابرات عبد الله لحبيب.
ويتساءل مصطفى سلمى ولد مولود، القيادي المنشق عن الجبهة: "لماذا تستعجل جبهة البوليساريو الأممالمتحدة في سد الشغور في منصب المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة الخاص بقضية الصحراء، و هم في غير عجلة من أمرهم في سد الشغور عنده". .
وأوضح ولد مولود أنه في يوم اختفاء غالي فقدت البوليساريو قائد سلاح دركها ويتعلق الأمر بالداه البندير، ثم أضاف أنه أثناء فترة علاجه باسبانيا فقدت مسؤول التجهيز التجهيز وهو أحد القادة الكبار. العلبة السوداء و مؤسس المنظومة الامنية و أول قائد للمخابرات من منتصف السبعينات حتى مطلع الثمانينات"، حسب ما ورد في تدوينة فيسبوكية.
وقال مصطفى سلمى ولد مولود إن ابراهيم غالي "لم يحضر جنازة أي من هؤلاء، و لم يعلن أي مرسوم بسد الشغور في أي من الوظائف التي فقدت مسيرها في رأس هرم المنظمة، رغم أن وكالة أنباء الجبهة تنشر عنه رسائل تهاني لرؤساء بعض الدول في أعيادها الوطنية".
ثم أشار إلى أنه "وفوق كل هذا تفتك كورونا بسكان المخيمات و تحصد الأرواح بشكل شبه يومي، و صاحب القرار ما زال يستريح في اقامته الفارهة بحي حيدرة بعيدا عن لهيب حرارة المخيمات".
ويذكر أن ابراهيم غالي قضى فترة نقاهة في المستشفى العسكري "عين النعجة" قبل مغادرته في اتجاه مقر إقامة فاره في حي حيدرة الذي يعتبر من أرقى أحياء العاصمة الجزائر.