أعلن الطاهر سعدون، والد الطالب المغربي إبراهيم سعدون، المحكوم بالإعدام من طرف سلطات إقليم دونيتسك شرق أوكرانيا، أنه لن يطلب من المسؤولين المغاربة الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أجل عدم إعدام إبراهيم، "ولكن من الأفضل لهم أن يبادروا إلى الاتصال". وفي السياق نفسه، ناشد سعدون، فلاديمير بوتين، بالتدخل من أجل عدم إعدام ابنه ابراهيم "كأب وبدافع إنساني"، مطالبا بإخضاع ابنه لخبرة نفسية؛ وذلك خلال ندوة صحافية، اليوم الاثنين 27 يونيو الجاري، في مقر نادي الصحافة بمدينة الرباط.
كذلك، وجّه سعدون، نداء إلى عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، ل"بما أوتي من جهود، من شأنها أن تُظهر المغرب الذي هدم جبلا لإنقاذ الطفل ريان، بأنه سباق إلى الحفاظ على حياة مواطنيه، وأنا متيقن من أن ابني سيُحرّر"، مشيرا أن الحكومة المغربية لم تتواصل معه إلى حد الآن بشكل مباشر.
"أنا عبد ملحاح، لا أطلب، ولكن عليهم أن يقوموا بواجبهم ويتصلوا بي، لأنني عملت في ملفات ذات طبيعة سرية أكثر مما يعرفون، ومن دافعي الضرائب، وأنا عسكري حامل للسلاح، وكاحتياطي في الدرك الملكي سأكون أول من يدافع عن بلدي دائما" يوضح سعدون، خلال مناشدته السلطات المغربية للتواصل معه.
أما بخصوص توفر إبراهيم سعدون على الجنسية الأوكرانية، أعلن والده ثقته في البلاغ الصادر عن الحكومة، والذي أكدت فيه أن ابنه حامل لجنسية أوكرانيا، قائلا "أنا لا أتوفر على جواز سفر ابني حاليا، لأتأكد بشكل شخصي أنه حامل للجنسية الأوكرانية، ولكنني أثق في الخبر الذي نشرته الحكومة تبعا للمعلومات التي استقتها من السفارة المغربية بأوكرانيا".
وفي سياق متصل، وجّه سعدون، كلمات الشكر، إلى القوات الروسية، بالقول "إنها حافظ على حياته" مردفا أنها متمرسة وعرفت أن إبراهيم غير متمرس، وأنه غير ذي خبرة، رغم وجوده في الخطوط الأمامية. "مكرهتش يقولو لي أجي دِّي ولدك، وسأذهب على جناح السرعة لإعادته إلى المغرب" يضيف سعدون، خلال حديثه عن الاستقبال الذي شهده من طرف سفارة الفدرالية الروسية بالمغرب، مشيرا أنه "كان جيدا وشرحوا لنا الأمر، وننتظر من الجمهورية الروسية الضوء الأخضر للقيام بتحريك المحامين لمؤازرة المحامية إلينا وكيلة إبراهيم، في مرحلة الاستئناف، ولمَ لا السماح لنا بالحضور في المحاكمة".
إلى ذلك، التمس الطاهر سعدون، من رئيس جمهورية دونيتيسك، التدخل من أجل منع إعدام ابنه، موضحا بأنه "صرح بأنه ينتظر أي تدخل ولو من جهات غير رسمية"، مطالبا كذلك "السلطات المغربية بأن تتحرك من أجل إنقاذ حياة إبراهيم، رغم أنها لا تعترف بجمهورية دونيتيسك".
"أنا كانت لدي مسؤوليات في جهاز الدرك الملكي، وعشت أحداثا على قدر كبير من الأهمية، منها ما يتعلق بالجمهورية الانفصالية التي تحارب المغرب، لكن جلالة الملك الحسن الثاني وإن كان قد قطع جميع الخطوط التي لا تؤهّل للسير نحو قنوات العمل الدبلوماسي العادي، إلا أنه استقبلهم مرتين، في إفران ومراكش، وكنت من الذين أمّنوا الاستقبال، ولذلك فإن الحكومة لا يمكنها أن ترفع يدها عن هذا الملف بداعي عدم الاعتراف بجمهورية دونيتيسك" يردف سعدون، والد الطالب المغرب المحكوم بالإعدام.
