* أيوب الدلال و أنت قادم من مدينة الدارالبيضاء نحو مدينة الجديدة ، لابد أن تطأ قدماك أرضا تفوح منها رائحة التاريخ ، مدينة أزمور أو زيتونة دكالة، المدينة التي تجمع بين النهر و البحر و يعتبر نهر أم الربيع من أهم المكونات الطبيعية و الجغرافية التي شكلت معالم هذه المدينة التاريخية ، التي تعتبر عظمتها من عظمة نهرها ، إلا أن كل هذا لا يشفع لهذه المدينة في تفادي التهميش، لاسيما أنها تعيش على وقع أزمة بيئية مرتبطة أساسا بتلوث مصب نهر أم الربيع.
الوضع الكارثي الذي يعرفه المصب دفع الكثير من الفعاليات و الجمعيات بمدينة أزمور لدق ناقوس الخطر الذي أصبح محدقا بها من أجل إماطة اللثام عن هذا الوضع المزري للمصب ، اتصل الأيام 24 بالفاعل الجمعوي و الحقوقي يوسف بحار الذي أكد لنا على أن نهر أم الربيع أصبح خطرا على الساكنة ، بفعل تلوث مياهه حيث أصيب العديد من الشباب الذين قاموا بالسباحة فيه خلال هذا الصيف بأمراض جلدية و خاصة الحساسية، و أضاف السيد يوسف على أن الرائحة الكريهة المنبعثة من النهر أصبحت تزعج الناس الذين يسكنون بجانبه، و كذلك السياح الذين يقومون بزيارته ، وصرح يوسف بحار لموقع الأيام 24 بأنه إذ لم تقم الجهات المسؤولة في أزمور بدورها، فالمدينة ستعرف تراجعا كبيرا على مستوى زيارة السياح لها و كذلك ارتفاع عدد المرضى بحساسية الجلد و التنفس، و أضاف بحار على أن أسباب تلوث النهر تتجلى في المنشأت العديدة المتواجدة عليه من قناطر وسدود و حواجز ومحطات ضخ المياه الممتدة من منبعه إلى مصبه. وساهم هذا التلوث في موت العديد من الأسماك و المكونات الطبيعية لنهر ، و أشار يوسف بحار أن المشكل الأكبر وراء موت هذه الأسماك هو الكميات الهائلة من المياه العادمة الأتية من التجمعات السكنية و الوحدات الصناعية و الضيعات الفلاحية الموجودة قرب النهر. ولمعرفة الحلول التي يجيب القيام بها من أجل حل هذا المشكل البيئي الذي يشهده نهر أم الربيع ، تواصل الأيام 24 مع عضو من أعضاء بلدية أزمور الذي رفض الكشف عن هويته ، حيث صرح على أن بلدية أزمور ستقوم بمجموعة من الإجراءات من أجل الحد من هذا المشكل مشيرا على أن أول شيء سيقومون به ، هو تنظيف النهر من الوحل و الأزبال الموجودة فيه ، و القيام بإنجاز دراسة محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي ، معتمدين على تقنيات البرك المائية.