أكد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أن اهتمام المغرب بإفريقيا "ليس ظرفيا ولا تحكمه الانتهازية والنفعية"، مبرزا أن هذا "التوجه نحو القارة ليس وليد اليوم وليس اكتشافا متأخرا أو استكشافا جديدا لرقعة جغرافية هي في الأصل فضاء الانتماء وأرض الانتساب". وأوضح بوريطة خلال كلمة له بمناسبة الاحتفال ب "يوم إفريقيا لسنة 2017" اليوم بالرباط، بحضور سعد الدين العثماني رئيس الحكومة وعدد من الوزراء وممثلين عن الدبلوماسية الإفريقية، أن علاقات المغرب بإفريقيا علاقات تاريخ مشترك، وهوية متمازجة وانتماء جغرافي واحد، مؤكدا في ذات الوقت أن "إفريقيا تاريخ والتزام من أجل التحرر جسده تلاحم القادة الأفارقة، وأنه انطلاقا من هذا الارتباط القوي بين المغرب وإفريقيا ارتأى الملك محمد السادس إعطاء دفعة لأواصر وعلاقات التعاون مع البلدان الإفريقية من خلال تكثيف الزيارات غلى مختلف الجهات ومناطق القارة".
وزاد بوريطة "لقد أضحت إفريقيا الوجهة الأولى للجولات الملكية منذ سنة 2002 حيث قام الملك بحوالي 51 زيارة لماينهاز 26 بلدا إفريقيا في مختلف ربوع القارة، وبالمقابل شهدت المملكة المغربية31 زيارة لقادة أفارقة، حيث ساهمت الزيارات في بلورة الرؤية الملكية للقارة والقائمة على عدد من المحددات". واستعرض بوريطة، بعض الأرقام التي تبرز الأهمية الإستراتيجية للتواجد المغربي في إفريقيا، حيث أبرز أنه على المستوى الدبلوماسي تطورت الشبكة الدبلوماسية المغربية في إفريقيا حيث بلغت الآن 29 سفارة لتمثل ثلث الشبكة المغربية في العالم، منها خمس سفارات جديدة فتحت في 2016. وأضاف، أنه منذ 2014 تم توقيع 426 اتفاقية مع 15 دولة إفريقية، وعلى المستوى الثقافي والديني تخرج من الجامعات المغربية حوالي25 ألف طالب إفريقي، كما يقوم معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين بتكوين ألف طالب إفريقي.
وعلى المستوى الاقتصادي، يضيف بوريطة، فإن "ثلثا الاستثمارات الخارجية المغربية موجهة لإفريقيا ،حيث أصبح المغرب ثاني مستثمر إفريقي داخل القارة والأول بغرب إفريقيا ،ويتواجد حاليا 1000 مقاولة مغربية بإفريقيا واستثمرت ما مجموعه 2.2 مليار دولار خاصة في إفريقيا جنوب الصحراء". وأردف المتحدث نفسه، بأن "حجم المبادلات التجارية مع الدول الإفريقية سجل نسبة نمو 11 في المائة خلال الفترة 2005و2015، كما تضاعف حجم المبادلات التجارية بين المغرب والدول الإفريقية مابين2002 و2014 خمس مرات".