قال البشير الدخيل، القيادي السابق في جبهة البوليساريو، إن النظام الجزائري يبحث كل الوسائل الممكنة وغير الممكنة لاستدامة حالة الصراع والقطيعة الدبلوماسية مع المغربية، اعتمادا على استراتيجية معاكسة المقترح المغربي للحكم في الذاتي لإنهاء نزاع الصحراء الذي عمر لعقود طويلة. واعتبر الدخيل الذي تحدث خلال ندوة بكلية الطب وجدة، أمس الثلاثاء، أن الجزائر تعتمد استراتيجية "سأخلق الصراع في منطقتك لضمان خلو منطقتي منه"، مضيفا أن هدف الإستراتيجية المذكورة، هو "جزائرية المنطقة"، بمعنى دفع المنطقة بأكملها لتصبح تابعة للنفوذ الجزائري، موضحا بأن غايتها من الصراع هوأن "تلوي به يد المغرب ثم الحفاظ على قيادتها للمنطقة". واستدل الدخيل في كلمة بالمعطيات التي قال إنها وردت في رسالة للسفير الإسباني في الجزائر سنة 1966، بعد لقائه بالرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان آنذاك وزيراً للخارجية، وتتحدّث عن جهود الجزائر لاستمالة القبائل المشكّلة للصحراء -التي كانت أعلنتها إسبانيا إقليما تابعاً لها- نحو تندوف.
وتبني الجزائر في إستراتيجيتها ضد مصالح المغرب، ما وصفه الدخيل ب"خطابا يبدو بسيطاً جداً، وينبني على غرس عدد من الأفكار في شعبها والمجتمع الدولي"، أولها أن "المغرب احتل الصحراء بعد مغادرتها من طرف إسبانيا"، ثم التأكيد على "خصوصية الشعب الصحراوي" التي قال عنها: "إنني لا أرى كصحراوي هذه الخصوصية التي يبنيها البعض على اللباس أو الحسانية التي لا تختلف على الدارجة المغربية إلا في النطق، كما تختلف إسبانية غرناطة عن إسبانية إشبيلية أو دولة تشيلي".
وأوضح القيادي السابق في "جبهة البوليساريو" أن المعطيات التي خبرها، تفيد أن هناك خطة جزائرية من أجل هذه المنطقة قبل تأسيس الجبهة التي أصبحت مجرد وسيلة في يد الجزائر، التي أسست من خلالها المشكل الجيوسياسي المرتبط بالعنصر القبلي، إذ خلقت صداما بين الانتماء الوطني والقبلي، مشيرا إلى أنه تم تحويل هذا الانتماء القبلي إلى نوع من الوطنية المبنية على "الإثنو لانغويستيك"، بمعنى "تأكيد الانتماء إلى غير المغرب عبر تأكيد اختلاف الصحراوي الذي يلبس الدراعية ويتكلّم الحسانية مع المغاربة في باقي مناطق المغرب".