وصل الخرف بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الى حد القول بأن " أوروبا ترى الجزائر مثل كوريا الشمالية" في محاولة سخيفة منه لمقارنة بلاده بكوريا الشمالية التي قطعت أشواطا مهمة في التطور والتقدم. الرئيس تبون كعادته هاجم المغرب في مقابلة إعلامية له مع صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، حيث ادعى أن "أوروبا تتخيل المغرب عن طريق الخطأ بأنه بطاقة بريدية جميلة، بينما تتصور أن الجزائر تشبه كوريا الشمالية؛ فيما نحن دولة منفتحة". وفعلا فان أوربا منبهرة اليوم بمنجزات الجزائر في قمع الحريات وحقوق الانسان، ووأد الحراك الشعبي، كما أن أوربا منبهرة كذلك بتوجه النظام العسكري الجزائر نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتصنيع جميع المواد محليا، بدليل أن رمضان الماضي عرف خصاصا مهولا في مواد مثل زيت المائدة، والحليب، والتي لا يتخيل المغاربة يوما ما أنها ستنفذ في الأسواق المغربية. ويبدو أن الحقد الدفين الذي يحمله النظام العسكري الجزائري تجاه المغرب هو الذي دفعه الى مهاجمة أوربا، وهو ما يؤكد بأن الرجل يتحسر من اختلاف رؤى الدول الأوروبية التي تنظر بها إلى بلاده من جهة وإلى المغرب من جهة أخرى. وفعلا فان أوربا تنظر الى المغرب كبطاقة بريدية جميلة بدليل أن الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي تعززت بعدد من الاتفاقيات تشمل المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية، إضافة إلى الجانب الاجتماعي والاستثماري، خلال السنوات الماضية. وخلال سنة 2020، بلغت قيمة المبادلات التجارية بين المغرب والاتحاد الأوروبي حوالي 35 مليار يورو، أي ما يناهز 367 مليار درهم، مسجلة انخفاضا طفيفا بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد. بخصوص سنة 2018، ارتفعت التجارة بين الطرفين بنسبة 7 في المائة، لتصل إلى 443 مليار درهم مقابل 414 مليار درهم سنة 2017. وارتفعت الصادرات المغربية نحو أسواق الاتحاد الأوروبي بمعدل أعلى خلال السنة نفسها؛ إذ سجلت نموا ب10,3 في المائة مقابل ارتفاع في الواردات بنسبة أقل (4,6 في المائة).
