يُخلد المغرب، يوم غد، الذكرى التاسعة والستين لتأسيس القوات المسلحة الملكية، وهي مناسبة وطنية عظيمة تُعيد إلى الواجهة تاريخاً طويلاً من التضحية والعطاء والالتزام الراسخ في خدمة الوطن. فمنذ تأسيسها في 14 ماي 1956، لم تكن هذه المؤسسة مجرد قوة عسكرية، بل كانت ولا تزال رمزاً للفداء والانضباط، وجداراً منيعاً يحمي استقرار البلاد ويصون وحدتها الترابية. تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، شهدت هذه المؤسسة تحديثاً متواصلاً على جميع المستويات. فقد انخرطت في ورشات إصلاح شاملة شملت التجهيز والتكوين والتحديث، مما مكنها من تعزيز قدراتها الدفاعية والارتقاء بمكانتها إقليمياً ودولياً. وتعكس هذه الذكرى روح الوفاء والارتباط العميق الذي يجمع بين القوات المسلحة الملكية والشعب المغربي. فقد أبانت هذه القوات، في مختلف المحطات المفصلية التي عرفها المغرب، عن جاهزية عالية وتفانٍ في أداء الواجب، سواء في مواجهة التهديدات الأمنية أو خلال تدخلاتها الإنسانية داخل الوطن وخارجه. كما تُعد مشاركاتها في مهام حفظ السلام بمناطق النزاع في القارة الإفريقية وخارجها دليلاً آخر على انخراطها الفعّال في تعزيز السلم والأمن الدوليين، ما يعزز صورة المغرب كبلد يزاوج بين صلابة الدفاع عن السيادة وروح التعاون والتضامن الدولي. إن تخليد هذه الذكرى ليس مجرد وقفة للتأمل في إنجازات الماضي، بل هو أيضاً دعوة للنظر إلى المستقبل بثقة وفخر، وإرادة راسخة لمواصلة بناء مؤسسة عسكرية عصرية، قوية ومتماسكة، تضع أمن الوطن والمواطن في صلب أولوياتها. وفي هذا السياق، تظل القوات المسلحة الملكية وفية لقسمها الخالد: "الله، الوطن، الملك"، شعلة لا تنطفئ في مسيرة وطن لا يتوقف عن التقدم، ومؤسسة لم تدخر جهداً في حماية السيادة الوطنية والدفاع عن ثوابت الأمة.