صدر مؤخراً عن مؤسسة إديسوفت للنشر كتاب بعنوان »حكايات من الفولكلور المغربي»، وهو الجزء الرابع ضمن مجموعة الأستاذ المرحوم «يسري شاكر«، الذي لم يمهله الموت كي يسعد بظهور عمله هذا إلى الوجود. يقع الكتاب في 255 صفحة من الحجم الكبير. ويتضمن حكايات من الفولكلور المغربي، حكايات تتسم نصوصها ب «الطرافة»، من حيث أسماء شخصياتها وأحداثها. ويجسد ذلك بعدا رمزيا كثيفا، يفتح عين القارىء على مخيال تراثي مغربي، مخيال اجتماعي وعقدي وطقوسي واحتفالي. يتضمن هذا الكتاب أربعة وعشرين (24) حكاية، يعرضها المؤلف بأسلوب يتداخل فيه الخيالي والواقعي، ويجمع بين التعبيرين الرمزي والمباشر، فيخلق لدى القارىء فضاء ثقافياً يشكل جزءاً من التراث الشفوي المغربي. إنه فضاء ثقافي شعبي يتداوله عامة الناس، ويحكيه الكبار للصغار، ويتفرج عليه جمهور الحكواتي في الساحات العمومية، وهو فضاء يحيل على أحداث المعيش اليومي لفئات فقيرة تعيش على التسول، وتعاني الحرمان، كما تستحضر حياة ذوي القصور الباذخة. يكتشف القارىء أو المستمع في هذه الحكايات بعداً أخلاقياً قيمياً، تجسده نماذج من علاقات إنسانية ترسخ الحب والتضحية والفضيلة والالتزام، باعتبارها قيما إيجابية، أو مواقف تستهجن الطمع والغش والرذيلة باعتبارها قيماً سلبية. كتاب «حكايات من الفلكلور المغربي» يسجل لمؤلفه المرحوم الأستاذ ياسر شكري إنجازاً جديداً في شغفه بالتراث المغربي الشعبي، وتفانيه في تجميعه وتدوينه والدفاع عنه.