هم أصدقاء وصديقات نسبح جميعا في القارة الزرقاء الفايسبوك . نتابع أخبار بعضنا البعض . تعاليق وصور . أفراح وأحزان. مواعيد وانتقادات...على حائط كل منا حكايات .أحيانا ننقر على حبنا لها أو نورد تعاليق نعبر من خلالها على تفاعلنا . داخل المغرب وخارجه هم يوجدون . مهن عليها يتوزعون. من بيوتهم أو من مكاتبهم . من قطار أو سيارة أو ملعب أو نشاط ثقافي ... يفتحون حسابهم الازرق بل منهم من لم يغلقه إلا إضطرارا .يخطون جملا .كلمات . ينشرون صورا . يتعارفون , يوسعون دائرة الصداقة ... يسرقون منك الابتسامة من خلال تعابير أو اجوبة ...يلقون تحية الصباح أو يتمنون لك يوما سعيدا أو نوما هادئا... منهم من يهديك كتابا أوقصيدة أو يدعوك لوجبة افتراضية دسمة. أو يتقاسم معك محنة يمر بها أوتمر أنت بها أو فرحا تحتفل به... أسئلة نوجهها لهم تتعلق بعالمنا المشترك . قارتنا الزرقاء.. شغوفة بالحقل الثقافي . إنتاجها الصحفي غني في مبناه ومعناه يعكس رصيدها في القراءة والمواكبة .غوايتها التفاصيل ومتعتها السفر ... صقلت مسارها المهني بتفاعلها حضورا ونقاشا لأنشطة الهيآت بتعدد اهتماماتها وانشغالاتها . هي نادية أبرام الآتية من عمق تاريخ المغرب وجغرافيته . هي الأمازيغية التي تحدت المحن التي ألمت بها . صلبة ، شامخة كشموخ الأطلس . -الإسم : نادية أبرام ، المدينة : برلين حاليا والرباط لاحقا ، المهنة : صحافية o أن تلخصي الفايسبوك في كلمات .. فضاء يسع الجميع ، نمارس فيه شغبنا بعيدا عن القواعد والحواجز والرسميات ، يسحبنا في أحايين كثيرة إلى نقاشات مع أشخاص ليس بالضرورة لنا معرفة سابقة بهم .. هو عالم متعدد ، يجمع الفنان والمبدع والصحفي والمثقف والحقوقي وأيضا الانسان البسيط العادي . تتقاطع فيه أفكارنا وتلتقي وتختلف وتتكامل أيضا .. كنت أرفض السفر في غياهب هذه القارة إذ اعتبرتها نافذة قد يستغلها بعض الفضوليين للمضايقة خاصة بالنسبة للنساء ، فدخلتها باسم مستعار ، لكني اكتشفت أنها عكس ذلك ، بل تهديك فرصا لا تعوض ، تمدك بخيوط صداقات رائعة أضعتها في زحمة المشاغل اليومية والعمل وأعباء الحياة ، فتستعيدها ، تقدم لك مواد إخبارية قد لا تصلك من مصادرك الخاصة . فقررت الانخراط باسمي الحقيقي ومعه صورة ليكتمل الحضور .. o وفي كلمات : n الصحافة : اختيار سأظل وفية له .. مهنة علمتني تطويع الكلمات ، والاحتفاء بها أيضا ، فأصبحت الكتابة ملاذي أمارس بها غوايتي في تدوين ونقل تفاصيل تقع عليها عيني .. منحتني متعة السفر إلى مدن وبلدان كانت مجرد صور علقت بذاكرتي الطفولية .. عرفتني على وجوه وأناس أهدوني لحظات جميلة ، وتقاسمت معهم ذكريات وسمت حياتي بالفرح والأمل الذي مدني بأسباب الاستمرار .. o برلين : n مدينة رائعة ، شاسعة ، متعددة الألوان ، مدينة العاشقين والحالمين ، والفنون والمتاحف والموسيقى والمهرجانات والمعارض والعلم ، مدينة الماء والخضرة والسماء المضاءة حتى وسط عتمة الليل وبرودة الطقس .. ألهمت العديد من الفنانين عبر العالم فطاب لهم المقام فيها .. مدينة شهدت نهضة قوية بفضل نسائها اثر نهاية الحرب العالمية الثانية ، بعد أن فقدن الزوج والأخ والابن والجار . o المناصفة : n مشروع مجتمعي ضروري لتحقيق التوازن والمساواة بين الجنسين في الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وتنزيله حلم النساء في المغرب ..فمتى تلتقي الآراء في النقاش السياسي المفتوح حول الموضوع ؟. o أبرز الأحداث التي علقت بالذاكرة واطلعت عليها من خلال الفايسبوك ؟ n هناك بعض الأحداث لا يستقيم الوقت للإطلاع عليها من مصادر الأخبار التقليدية ، لكنها تمر مباشرة من موقعها إلى صفحة الفايسبوك ، ومن أبرز الأخبار التي هزتني فعلا وستظل عالقة بذاكرتي حادث أطفال طانطان وحادث أطفال شاطئ بوزنيقة غير المحروس .. o أجمل التعاليق التي وضعت على حائطك؟ n عن الأم .. لن أسميك امرأة ، سأسميك كل شيء أعشق عمري لأني إذا مت أخجل من دمع أمي .. n في الثقافة ما هو ابرز حدث ساهمت في التعليق عليه؟ أنخرط في التعليق على بعض الأحداث الثقافية بين الحين والآخر ، لكن أكثر شيء يثير اهتمامي النقاش الذي يأتي بعد بث كل حلقة من برنامج « مشارف « الذي يعده ويقدمه الشاعر والكاتب الصديق عدنان ياسين بشكل راق ، وحتى اختياره للضيوف يكون موفقا .. o في الرياضة؟ n تتبعت عددا من الأخبار والمستملحات التي كتبت خلال مجريات بطولة العالم لكرة القدم في البرازيل ، وأيضا ردود الفعل على اختيار اللاعب كريم بلعربي الانضمام إلى تشكيلة المنتخب الألماني بدلا من المنتخب المغربي . o لحظة غضب انتابتك من خلال الفيسبوك ؟ سببها؟ n عندما اطلعت على خبر وفاة شرطي طنجة بتلك الطريقة البشعة ، إذ كانت بعض التعليقات مستفزة اعتبرت رجال الأمن كأعداء ، وصورتهم كأشخاص بلا روح ولا قلب ، بينما هم أناس عاديون لديهم أسر ومشاكل وأحلام ، وقلب ينبض وشعور بالآخر ، يشتغلون ساعات أكثر من أي موظفين آخرين ، فيهم المثقف والإنساني والشاعر والكاتب وأيضا القاسي والظالم كباقي البشر .. كالصحفيين ، منهم النزيه والملتزم بأخلاقيات المهنة ، ومنهم من يتاجر بأعراض الناس وينشر الأكاذيب ويفتري ويترك ضررا معنويا أقسى وأشد ، بل يحفر في الأذهان مدى الحياة .. o الفايسبوك اثر في عادات القراءة لديك أم شجعك عليها؟ n هو صحيح يأخذ قسطا غير يسير من الوقت لتصفح الأخبار والتعليقات ، لكن أضبط نفسي ، لأني ملزمة بالتركيز على ما يقع في ألمانيا من أحداث لا تنتهي .. أعترف أن قراءاتي قلت منذ جئت إلى ألمانيا لكن لم أنقطع تماما وأقوم بين الحين والآخر بتحميل بعض الكتب كان آخرها «الحب عند العرب.. دراسة أدبية تاريخية « نشرها المكتب العالمي للبحوث ، إضافة إلى كتب وترجمات توصلت بها من كتاب عرب وألمان . o أجمل الكتب التي قرأتها؟ n هناك مجموعة لا يتسع المجال لذكرها ، إلا أن بعضها كان مميزا في تقديري ، ككتاب «حرية لون الانسان» ( Liberté Couleur D'homme ) لأوندري لود ، وبعض إصدارات جان بول سارتر ، وباقة من المجموعات القصصية ، لمدعين مغاربة كادريس الخوري ، الرائع ، الذي أحييه وأتمنى له الصحة والعافية ، والراحل الزفزاف ، وربيعة ريحان ولطيفة باقة ومليكة نجيب وآخرون ... o أجمل فيلم شاهدته ؟ n الفيلم الأمريكي ( Autant en emporte le vent ) ، أو (ذهب مع الريح ) للمخرج فيكتور فليمينغ ، الذي أنتج سنة 1939 ، فيلم ممتع بكل المقاييس . o نطلب منك أن تهدي القراء صورة أعجبتك . وان تضع عليها تعليقك n صورة التقطتها مؤخرا بباريس ، المدينة الساحرة التي تفوح إبداعا ، مدينة سارتر وسيمون ديبفوار وموباسون ورامبو ، وغيرهم من العظماء الذين أدهشوا العالم ، رحلوا وتركوا إرثا عظيما للبشرية لن يتمكن منه الزمن ، نهلنا من معينه النذر اليسير وستنهل منه أجيال وأجيال ..