نجحت خديجة غوات (43 سنة) في انتزاع مكانة لها في لائحة عناصر المنتخب الوطني المشارك في بطولة إفريقيا للدراجات التي احتضنها المغرب من 15 إلى 26 فبراير الجاري، وهي الأم التي لم تلج عالم " الأميرة الصغيرة" إلا قبل سنوات قليلة. إنه إنجاز يحسب للاعبة كرة اليد سابقا، والتي وجدت نفسها في أحد أيام سنة 2009، وهي تستجيب لرغبة ابنتها الصغيرة في مرافقتها في جولة على الدراجة وسط إحدى حدائق مدينة مراكش، تستسلم، كما تقول، لسحر " الأميرة الصغيرة" ولتقرر منذ ذلك اليوم، أن تربط نفسها بها في علاقة انتقلت من الهواية إلى احتراف ركوب الدراجة والانضمام فيما بعد للمنتخب الوطني. لم تكن الدراجة، في واقع الأمر كما تروي خديجة على لسانها، بغريبة عن بيتها وعشها العائلي. فزوجها محمد سعد الغواث، هو بطل سابق في رياضة الدراجات ومؤطر حالي. وأبناؤها الخمسة ساروا جميعا على منوال والدهم وشاركوا في عدة طوافات وسباقات وطنية وفي فرنسا حيث انتقلت الأسرة للعيش والاستقرار. لكن الجميل في حكاية ارتباط خديجة بالدراجة، أنها علاقة حطمت جدارات لم يكن أحد من المحيطين بها داخل العائلة يتوقع حدوثها. فالأم التي ركبت الدراجة لأول مرة استجابة لرغبة بنتها في مرافقتها في إحدى الجولات، نجحت وفي ظرف سنوات قليلة جدا ، في امتلاك مهارات توازي مهارات باقي البطلات المتمرسات، بل وأكثر من ذلك، نجحت في ظرف وجيز في الحصول على أعلى الديبلومات في مجال التدريب والتأطير، ونبغت وتألقت بشكل لفت إليها انتباه الاتحاد الدولي ليقوم بتعيينها كأول امرأة عربية إفريقية مديرة رياضية في المركز الدولي للدراجات بمدينة "إيجل" بسويسرا. خديجة ظلت مع كل ما حققته وفية لمدينة مراكش، حيث عادت إليها لتؤسس ناديا للدراجات وتصبح بالتالي أول إمرة تترأس ناديا للدراجات في مراكش. تقول خديجة الغواث عن مسارها: أعيش وأتنفس الرياضة... مع زوجي محمد سعد الغواث، مع أبنائي: أسامة ، علي، حمزة، بسمة وإسماعيل، نكون لوحدنا فريقا متكاملا .. أشتغل مع زوجي ونجتهد من أجل تأطير أبنائنا في رياضة الدراجات، ونحن سعداء أنهم وصلوا لمستويات عالية ومعظمهم في فريق المراكب الذي أشكره بالمناسبة على ما يقدمه لفائدة الدراجة المغربية... أشارك حاليا في بطولة إفريقيا، وأنا جد سعيدة بذلك، وازدادت سعادتي عندما انتزعت الميدالية البرونزية في أولى أيام البطولة..