ألمم بفاس، فإن الكل في فاس ولا كأنسامها والماء من آسي. هذا مطلع القصيدة الشعرية لصاحبها المدني الحمراوي، وأضحت عبارة فاس والكل في فاس مشهورة ومتداولة داخل وخارج العاصمة العلمية، ﻷنه فعلا لها ذكر مجيد يمتد من تاريخ تأسيسها سنة 192ه- 808aم، لتعد من أقدم الحواضر اﻹسلامية بالمغرب، وكانت عاصمة اﻷدارسة، المرينيين، وجزء كبير من تا ريخ الدولة العلوية،إلى حدود 1912، المدينة المشهورة بأعلامها ومعالمها جعل منظمة اليونيسكو تسجل مجالها التاريخي في ﻻ ئحة الثرات العالمي اﻹنساني، وإذا كانت فاس قد أعطت ألكثير وفي مختلف الميادين، العلمية.الفكرية، الثقافية، السياسية، فإن الرياضة بدورها لها مكانتها وتتوفر في شأنها فاس على مجد وحمولة ثقيلة، وفي مختلف اﻷنواع ومن ضمنها كرة القدم ، وفريق المغرب الفاسي لهذه اللعبة(M.A.S) يعد جزءا مهما من مكونات الجسم الرباصي بهذه الحاضرة، وفريقها اﻷول بامتياز، وشكل جزء ا من المعادلة الكروية الوطنية، الفريق اﻷصفر/ أسود هو أﻵن على أبواب خوض غمار بطولة القسم 2، الذي هوى إليه يوم 4 يونيو الماضي،وهي النقطة السوداء الثالثة في مساره بعد سقطة 1995 و 2005، وكانت مؤشرات الوصول إلى هذا الوضع بادية مند سنة 2014، إذ خلال موسم 2014/13، لم يضمن البقاء بالقسم الأول إلا في الدورة اﻷخيرة وبصعوبة كبيرة، ومع انطلاق الموسم الكروي الموالي وخلال أول دورة يوم 23 غشت 2014، وبسلا واجه الماص فريق اتحاد الخميسات (0-1) وصدق جمهور الفريق الفاسي حين ردد، هذا عار، هذا عار. الماص في خطر، ومن جديد لم يضمن الفريق البقاء إلا بعد معاناة، ليكون مصيره النزول نهاية موسم 2016/15، الذي تزامن مع حلول الذكرى 70 لتأسيسه؟ هذا في الوقت الذي ظل يشكل فيه أحد أقطاب الكرة الوطنية والذي أعطاها الكثير، فقد كان لاعبوه حاضرين في العديد من المحطات، ونذكر على سبيل المثال الحارس اﻷبيض الذي كان ضمن الفريق الوطني خلال تصفيات كأس العالم 1962 واللقاءين الشهيرين ضدإسبانيا، بالبيضاء ومدربد، الحارس الهزاز والمدافع مولاي إدريس الخنوسي، شاركا في نهائيات المكسيك 1970. الهزار، الزهراوي، التازي والكزار، أحرزا مع الفر يق الوطني كأس أمم إفريقيا 1976. عزيز السليماني كأس العالم، المكسيك 1986.... وفاز الفريق بأربع بطولات، و3 كؤوس للعرش، وكأس الكاف، وخلق استثناء في تاريخ الكرة الوطنية، بإحرازه 3 ألقاب في ظرف 83 يوما، ما بين 4 دجنبر2011 و25 فبراير 2012، كأس الكاف، كأس العرش، والكأس اﻹفريقية الممتازة، وشارك في دوري كأس محمد الخامس سنتي 1965 و1980، وضاعت منه عدة ألقاب (البطولة والكأس) وكمثال، ففي موسم 1973/72، صارع من أجل الفوز بالبطولة وكان منافسه القوي النادي القنيطري، وفي آخر دورة لم يرحل إلى البيضاء لمواجهة الوداد، احتجاجا على ما وقع خلال الدورة السابقة بملعب الحسن الثاني ضد اﻹتحاد القاسمي (1.1)، ولو أجرى اللقاء لكان بإمكانه الفوزباللقب، في الوقت الذي تعادل الكاك بميدانه مع الدفاع الجديدي، 1.1، ماي 1973. أنجب ولعب له طوال مشواره العديد من اﻷسماء الامعة ، نذكر من بينهم، أضافة إلى العناصر السالف ذكرها، بنعمر، الزبير، البوزيدي، الفيلالي، جنان، لمتيوي، سادني، علوش، بوطيب، الريفي، عبدالقادر بوعزة الملقب، ب قيبس، الدحماني، لاكومب، ليمان، عبد الرحمان السليماني، عتيق، بونو، حميدخراك، الرحماني، الويكوري، مجيدو، فتاح الغياتي، إدريس كرامي، التكناوتي، بلحوجي، الروادي، الزنيتي، مصطفى لمراني، الزكرومي، الشطيبي، بورزوق. فهل يعيد الفريق تجربة 2006.05، حين عاد إلى القسم 1 بعد قضاء موسم واحد بالثاني.؟، ولمدينة عدوتي أﻷندلس والقرويين والمنطقة ككل من اللوجستيك واﻹمكانيات ما يمكن بواسطتها إعادة الهيبة والصولة، الشخصية والهوية للماص، حتى تنطبق عليها دوما مقولة، فاس والكل في فاس. وأرى أن أحسن ما أختم به هو مطلع قصيدة للشاعر محمد المغيلي، يافاس حيى لله أرض من ثرى وسقاك من صوب الغمام المسبل. والتي زادها عذوبة وشهرة تلحينها من طرف الموسيقار الراحل أحمد البيضاوي،وآداء المطرب عبدالوهاب الدكالي.