تأسيس حاضرة زمور مدينة الخميسات ظل مثار جدال وتساؤلات مطروحة من طرف المهتمين والباحثين إلى درجة الحيرة، موضوع تناوله اﻷستاذ مولود عشاق خلال ملتقى ثقافي نظم بالخميسات، ليطرح التساؤل ، هل التأسيس تم في القرن 19 ، هل في عصر الموحدين، دخول الاستعمار الفرنسي سنة 1912 ، أم في سنة 1923 ؟ موضوع يصعب الحسم والجزم في شأنه، أي تأسيس المدينة، أغلب الدراسات أكدت أن التأسيس تزامن مع الدخول الاستعماري ، وقبل هذا التاريخ كانت هناك افتراضات ، فبعض المد ن العتيقة والقديمة العهد تتوفر على مستندات ومخطوطات ومصادر تؤرخ لتأسيسها، عكس المدن الصغرى كالخميسات ، حيث الفراغ المهول في المادة التاريخية ، وأمام هذا الفراغ يطرح السؤال ، كيف نؤرخ لهذه المدينة؟ هل الجمع والتوثيق ، وهل هناك ما يمكن جمعه؟ ومتى ظهر اسم الخميسات كمصطلح ؟ حسب مجموعة من المهتمين تأسست المدينة سنة 1911 ، وهذا ابن أبي زرع الفاسي يقول، إن أحسن مواضيع المدن جمع 5 أشياء ،النهر الجاري، المحراث الطيب ، المحطب القريب ، (غابات ) السور الحصين(لا وجود له بالخميسات ) السلطان ﻷمن سبلها ، النص اﻷول كتب سنة 1813 ، خرج السلطان مولاي سليمان من فاس وبات بالخميسات، تاريخ بد أ فيه اسم الخميسات يروج، ودائما خلال القرن19 ، خرج مولاي عبدالرحمان من مكناس ونزل بالمحل المعروف بالخميسات ، ( تجمع سكاني) عكس الذين يقولون إن الخميسات ولدت من فراغ، سنة 1883 تميزت بزيارة شارل دوفوكو صاحب كتاب بعنوان « استكشاف المغرب» ، وهو الذي أرسلته فرنسا للوقوف على أوضاع المغرب استعدادا لاستعماره ، قضى ليلتي 28 و29 غشت 1883 ، وقضى يوما بسوقها اﻷسبوعي ( الثلاتاء ) وأعجب بالمنطقة وبغلاتها ، حقولها ، أنهارها ، دواويرها ، وأشار إلى ثلاتاء زمور ولم يشر إلى الخميسات . سنة 1873 ،قدم مولاي الحسن اﻷول من مكناس في اتجاه مراكش مارا بالمكان المعروف ب» عين الخميس» ، ضاية الرومي ، في إطار ( الحركة ). نعود للتأسيس ، متى أسست المدينة ؟ هناك تضارب في الروايات ، وتشعب في التأويلات ، التأسيس يعتمد على عدة جوانب ، تؤكد أن المدينة ضاربة في القدم. 1 ) وجود قرية بعين الخميس ( تامسنا- تيغرمت ) قرب الخميسات على بعد 3 كلم، إضافة إلى قرية أخرى تسمى فنزارة ، وهو اسم لقبيلة بربرية أقام بها ابن تومرت ، هناك خميس فنزارة ،إذن تأسست في أواخر المرابطين وبداية الموحدين ، خميس فنزارة هو خميس قبليين ، والتالوت، عين الخميس، واد الخميس ، سوق الخميس هو الذي أعطى اسم الخميسات ، كما أن هناك قرية مجاورة تسمى تامسنا ، وتامسنا هي اﻷرض البسيطة ، وتوجد مقابر بالقرب من المكان المسمى دار أم السلطان ، وهي قبور بورغواطية ، مما يؤكد أن البورغواطيين سكنوا الخميسات . وحسب الناصري ، الخميسات انطلقت من لا شيء، وأضاف المتدخل عن الخميسات «أنه تم إنشاء مركز عسكري اسمه بوانيي بمثابة اللبنة اﻷولى لثكنة عسكرية تضم عدة مرافق ، ثم أنشئت الطريق الرابطة بين فاس والرباط سنة 1916 والتي قسمت المدينة إلى قسمين : شمالي يضم الكنيسة ، السجن ، المقبرة ، المستشفى ... وجنوبي يشمل ثانوية موسى بن نصير ، سوق الثلاثاء ، دور الشباب ، مقر العمالة ، الملعب ...