كانت الغائب الأكبر في حفل توزيع المشاريع المدرة للدخل التي أنجزتها جمعيتها « جمعية مراكز الإصلاح وحماية الطفولة » ، بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة سجناء مفرج عنهم ..آسية الوديع كانت حاضرة ، يوم الخميس الماضي ، في قلوب من أحبوها ، واحتضنوا مشروعها بعزم وإيمان . المرأة رعت أول بدرة لهذا الفعل الجماعي ، هنا بآسفي ، من أجل حماية الكرامة الإنسانية لمن قادتهم أقدارهم أو أخطاؤهم ذات مرة إلى السجون أو مراكز الإصلاح ..وهي الفئة التي تعيش وتحيى صعوبات معقدة بعد قضاء العقوبة بفعل نظرة المجتمع والتعقيدات القانونية و الإدارية التي تمانع في الولوج السلس إلى سوق الشغل .. للسنة الثانية على التوالي ، ووفاء لالتزام مشترك بين ولاية آسفي و جمعية أصدقاء مراكز الإصلاح وحماية الطفولة فرع آسفي ، حرصت الجمعية على الانخراط في الجهود المبذولة لإدماج السجناء المفرج عنهم ، ومساعدتهم على الاندماج الاجتماعي حسب مؤهلاتهم المهنية والحرفية بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، وهي التجربة المتميزة على الصعيد الوطني .. إيمانا من الجمعية بأن هذا الاختيار هو السبيل الأنجع لتأهيل و إدماج هذه الفئة التي تعيش ظروفا صعبة ، مما سيساعدها على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي ويحمي كرامتها الإنسانية .. جهود الجمعية تحاول قدر الإمكان ، مواكبة مشاريع الإصلاح الكبرى التي دشنتها مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء و التي حققت ، بفضل رعاية جلالة الملك ، نتائج جيدة على مستوى التأهيل المهني و الإدماج الاجتماعي .. الجمعية اعتبرت في كلمتها ، أن المساعدة على الولوج إلى سوق الشغل وتحفيز السجناء المفرج عنهم على تدبير مشاريعهم الخاصة ، وتشجيع الأنشطة الحرفية والمهنية المهيكلة ، والرفع من المردودية الاقتصادية وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والأمن الإنساني ، أهم الأهداف التي رسمتها الجمعية ، وهي تمد أياديها لسجناء سابقين وجدوا ، ويجدون ، صعوبة في الاندماج لأسباب ذاتية وموضوعية . لقد تمكنت الجمعية ، في ظرف قصير، من إنجاز 13 مشروعا السنة الماضية توجت بنجاحات مميزة بفعل المصاحبة التي قامت بها الجمعية وعلاقات القرب التي نسجتها مع المستفيدين . واليوم تعطى الانطلاقة لاستفادة 29 مستفيدا من مشاريع كانت من اختيارهم ، روعيت فيها مقاربة النوع من خلال استفادة امرأتين من مشروعين تجاريين « محلبة + محل للأكلات الخفيفة « ، فيما توزعت باقي المشاريع على عدة حرف منها النجارة والترصيص والحدادة والكهرباء والحلاقة وتجهيز مراكب صغرى للصيد ومحلات تجارية. ولتقوية حظوظ نجاح هذه المشاريع ، اختارت الجمعية تأمين حد أدنى من التكوين لفائدة المستفيدين بتأطير من أخصائي نفساني لتقوية ثقة المستفيدين في أنفسهم وفي مشاريعهم ..ولتكريس مزيد من المهنية ، تعاقدت الجمعية مع أحد مكاتب الدراسات لتدبير مشروع الإدماج الاجتماعي لفائدة هذه الفئة بخبرة أكبر . الجمعية أكدت على اعتزازها بجهود كل المساهمين في هذا العمل الإنساني و الاجتماعي ، و بمستوى المواكبة والمصاحبة التي يقوم بها قسم العمل الاجتماعي بعمالة آسفي من أجل إنجاح هذا المشروع ... «لقد اخترنا تضيف المتحدثة باسم الجمعية عتيقة الزاكي كفريق ينتمي لجمعية أصدقاء مراكز الإصلاح وحماية الطفولة بآسفي، إسناد فئة السجناء المفرج عنهم ضمن أهداف أخرى في مقدمتها الدعم القانوني والتربوي والصحي للجانحين الأحداث ، وبالتالي اخترنا خدمة وطننا ومجتمعنا من هذه الزاوية ، ونعتقد أننا كنا موفقين .. » . كما شددت الجمعية على أن نجاح هذه التجربة ، وضمان استدامتها ، يحتاج إلى توفير إمكانيات أكبر لتغطية الطلب المتزايد على هذه المشاريع التي تحرص الجمعية على أن تكون ضمن القطاع المهيكل ، بما يستلزم ذلك من توفير للمحلات التجارية والحرفية من طرف المستفيدين ، إلى جانب التراخيص الإدارية الموجبة . كما شددت على أن ظروف اشتغال الجمعية ، يحتاج إلى إمكانيات أكبر ،حيث يتم تدبير هذا المشروع الطموح ، بأعضاء متطوعين ، وبدون مقر يساعد على استقبال هذه الفئة من المستفيدين ، بل و بدون موارد مالية للتسيير .. الجمعية أكدت على عزمها القوي لمواصلة المسير ، أمام الوعود التي قدمها الوالي وعامل الإقليم عبد الله بنذهيبة الذي التزم في كلمته بإسناد هذه التجربة التي تستجيب لانتظارات فئة اجتماعية تعيش ظروفا صعبة ، وثمن الجهود الكبيرة التي تبذلها الجمعية من أجل ترجمة فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على أرض الواقع ، كما وعد بمضاعفة عدد المستفيدين السنة القادمة ...