احتضن المركب الثقافي محمد خير الدين بمدينة اكادير مؤخرا ، أشغال ندوة حول موضوع: ما مستقبل اليسار والتيار الحداثي بالمغرب؟ من تنظيم «حركة وضوح، طموح وشجاعة» تنسيقية اكادير ، تميزت بحضور كل من الاستاذ احمد عصيد ، وعمر بلا فريج رئيس « حركة وضوح ،طموح وشجاعة» ، لمناقشة مستقبل اليسار في المغرب ، وراهنية الاشكالية ضمن السياق الحالي ومع بروز الربيع العربي وصعود التيار المحافظ وتراجع اليسار، وهي أسئلة تطرح نفسها والى جانبها تحديات جديدة تنتظر التيار الحداثي، وبالتالي فهل سيتمكن اليسار المغربي من تلبية حركية المجتمع بعد 20 فبراير؟، وهل يستوجب ذلك تجديد نخب سياسية أم خلق احزاب جديدة؟ ومن ثم ما المشروع المجتمعي الذي يجب طرحه آنيا وكيف يتم ايصاله الى الشعب؟ تلك أسئلة كانت محاور للنقاش في الندوة والتي حاولت تدخلات الأساتذة الإجابة عن بعضها، كل من زاوية تحليله ورؤيته ، حيث اعتبر عمر بلافريج ان الازمة السياسية مرتبطة بأزمة الاحزاب السياسية في بلادنا، كما قدم مدينة اكادير كنموذج للتسيير من قبل حزب ينتمي الى العائلة اليسارية، وأكد على أن الحياة السياسية اليوم في حاجة الى اقتراح بدائل في الممارسة السياسية وخاصة على المستوى الاقتصادي والمستوى الاجتماعي. وكان اللقاء فرصة لتلاقح وطرح العديد من التصورات التي يمكنها ان تؤسس لأرضية اللقاء والتشارك بين جميع الآراء والافكار المؤسسة لمغرب الحداثة والديموقراطية وحقوق الانسان، ومن أهم هاته الآراء المؤسسة لهذا التوجه. 1 في مجال اللغة والثقافة الأمازيغية: عرفت الندوة عددا من التصورات القابلة لتنزيل الحقوق الثقافية والسياسية، خصوصا منها نشر وتعميم اللغة والثقافة الامازيغية ، وذلك من خلال الانفتاح على هذه الثقافة عبر تعميم اللغة الامازيغية في كل المستويات التعليمية من الابتدائي الى الجامعي ، وكذا اعتبار الكتابة الامازيغية جزءا لايتجزأ من التراث الكتابي للأمة المغربية دون النظر الى الكتابة بتيفناغ كوسيلة لمحاربة الكتابة بالحروف العربية، ولكن كل واحد منهما يكمل الآخر، لأنهما عمودان فقريان لجسد الأمة المغربية، أو كما قال كسوس« رجلان تسير بهما الهوية والثقافة الامازيغية» ، وما ينطبق على اللغة والثقافة الامازيغية يسري كذلك على القوانين والاعراف الامازيغية»ايزرفان» باعتبار أن الحفاظ على هاته الاعراف جزء لايتجزأ من المنظومة القانونية والحقوقية لهاته الفئات والجماعات السكانية التي تعتد بهاته القوانين العرفية لترسيخ قيم التعايش والتواصل والانسجام بين جميع مكونات هاته المجتمعات القبلية ولو في ظل تجمع مدني يعطي الاعتبار لحقوق الفرد والجماعة، لأن هاته الاعراف كانت في الاصل قوانين ضابطة للعلاقات الاجتماعية والمجتمعية وتعرضت لمحاولة الخلخلة والتدمير من قبل الاستعمار لنسف صفوف مجتمع متضامن، وجاء الاستقلال وتغاضى عن هاته القوانين العرفية وأقام مكانها قوانين جديدة تحمي مصالح الفئات الحاكمة، مما تسبب في الكثير من الاختلالات والاضطرابات وآن الأوان ليعود المجتمع لتجديد وتحديث هاته الاعراف «ايزرفان» قيمة التضامن بين الافراد والجماعات ، الفقراء والاغنياء، الحاكمين والمحكومين « ظاهرة تيويزي» . 2 في المجال السياسي والحزبي : رأى المتدخلون ان قوانين الدولة تتناقض كليا او جزئيا مع قوانين الدستور« القانون الجنائي» ، هذا الدستور الذي تمت صياغته من طرف ثلة من فقهاء القانون وخبراء الفقه الدستوري. 3 تجربة تدبير اليسار للشأن المحلي عرفت نجاحا على مختلف المستويات والواجهات ، كما كان لتجربة اكادير حضور وازن في مختلف المداخلات، والتي امتدت منذ 1976 ، مما جعلها تحظى بتقدير كبير ، وذلك بحكم ما عرفته من اوراش كبرى اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا وثقافيا ...