رابدت منذ الأربعاء الماضي ثلاث سيارات للفرق المتنقلة مختصة في الحفاظ على النظام 24 ساعة على 24 ساعة تحسبا لأي اصطدامات بين جمهوري الفريقين وكذا للحيلولة دون تسلل الجماهير داخل المركب. جماهير تطوان التي توافدت على العاصمة الاقتصادية بكثافة ابتداء من الجمعة الأخير كانت تتجول بحرية بالمدينة دون أي شجارات ولا تجاوزات، مما يدل على أن الجماهير التطوانية تتميز بروح رياضية عالية وكذا تحضر كبير قلما نجده لدى الجماهير الكروية المغربية، وقد اضطر جمهور كبير من الفريق التطواني إلى المبيت بجنبات المركب الرياضي محمد الخامس خاصة ليلة المباراة. كان فريق الرجاء البيضاوي أول فريق يصعد لأرضية الملعب قصد القيام ببعض التسخينات تحت تصفيق الجماهير الحاضرة والتي فاقت عدد التذاكر التي طرحت للبيع مما يضع علامات استفهام حول العدد الحقيقي للتذاكر المطبوعة. استاء عدد من الجمهور التطواني من بعض المنظمين الذي منعوهم من الدخول بذريعة أنهم يتوفرون على تذاكر لجمهور الرجاء رغم أنهم اتجهوا للبوابة المخصصة للجمهور الضيف، أي البوابة رقم 6 كما عينا عددا من التطوانيين لم يتمكنوا من ولوج الملعب وظلوا خارج أسوار المركب. الروح الرياضية العالية للجماهير التطوانية اتضحت بعد نهاية المباراة حيث تقبلوا الهزيمة المرة وحييوا الجمهور الرجاوي، ولم تسجل أية أعمال شغب أو تصادمات بين الجمهورين، كما لوحظ أن السلطات الأمنية لم تحتجز الجمهور التطواني بعد المباراة، بل كان هذا الجمهور برفقة الجماهير الرجاوية بمحيط المركب بعد نهاية المباراة وغادر الكل بسلاسة كبيرة جنبا إلى جنب. وظفت ولاية أمن البيضاء كل أجهزتها الأمنية حيث قدر عدد رجال الشرطة بأربعة ألف من رجال الشرطة والقوات المساعدة وقد استعانت الولاية بالخيالة وعدد من الشرطيات بمداخل المركب لتفتيش النساء، وقد عمدت السلطات الأمنية إلى نصب حواجز عديدة للمراقبة، حيث لم يتمكن غير المتوفرين على تذكرة من الولوج مما سهل عملية دخول الجمهور والتي ابتدأت من الساعة العاشرة إلا ربع بالنسبة للجماهير التطوانية، في حين فتحت الأبواب في وجه الجمهور الرجاوي ابتداء من الساعة العاشرة والنصف صباحا.