شهد حفل الاستقبال الرسمي، الذي خصص للاحتفال بعيد الشباب، المصادف لذكرى ميلاد العاهل المغربي محمد السادس (عيد ميلاد جلالته 54)، والذي نظم هذه السنة بمدينة المضيق بشمال المغرب، استقبال جلالة الملك لعدد من الشخصيات المغربية والأجنبية، التي قدمت له عددا من إصداراتها الجديدة. وشكلت مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، واحدة من المؤسسات المغربية، من المجتمع المدني، الفاعلة في مجال حفظ الذاكرة الوطنية، التي حظيت بشرف الاستقبال أثناء ذلك الحفل الكبير، ممثلة في شخص كاتبها العام، نجل الشهيد محمد الزرقطوني، الأستاذ عبد الكريم الزرقطوني. حيث تم تقديم نسخة من الكتاب الجديد إلى جلالة الملك، الذي أصدرته المؤسسة، يضم أشغال كل الندوات التي نظمها مكتبها التنفيذي، سنة 2014، الخاصة ب «سنة محمد الخامس». لقد شكل ذلك البرنامج، واحدا من أهم البرامج الثقافية والتأريخية والتوثيقية التي نظمتها مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث ضمن برامجها الإشعاعية الوطنية، منذ تأسيسها سنة 2000، كونه شمل 8 مناطق بالمغرب، من خلال اختيار مدن كان لها إشعاع خاص في مسيرة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، بمواضيع تيماتية مختلفة تشكل في مجموعها عنوانا على معنى للتكامل الوطني، المجالي والفئوي والديني، في الدفاع عن استقلال المغرب وعودة الشرعية الممثلة في شخص الجالس على العرش، الذي نفته السلطات الاستعمارية، المغفور له محمد الخامس. وهي الندوات التي شملت مدن المغرب من وجدة في أقصى الشرق، إلى تطوان وأصيلة في الشمال، حتى مناطقنا الصحراوية بكلميم والعيون، مرورا بمدن وادي زم والصويرة والدار البيضاء وتارودانت ومراكش والرباط وفاس. حيث تم تسليط الضوء على مقاومة الشمال ثم الصحراء للاستعمار الإسباني، ومقاومة المناطق الوسطى للاستعمار الفرنسي. مثلما شملت المقاربة، مشاركة كل العائلات الثقافية المغربية من أمازيغية وعروبية وصحراوية ويهودية في تلك المعركة الوطنية النضالية، وكذا مشاركة جزائرية تؤكد قوة البعد المغاربي لشخصية ذلك الملك الوطني البطل. الكتاب الذي طبع في طبعة فاخرة من الحجم الكبير، المعزز بعدد من الصور والوثائق، اختير له عنوان: «محمد الخامس، سيرة ملك وسيرة شعب»، وضم المداخلات التالية: (محمد العربي المساري «لماذا سنة محمد الخامس؟» / محمد معروف الدفالي «محمد الخامس والحركة الوطنية»/ إبراهيم مصباح «في احتفاء الشاعر الجزائري مفدي زكريا بمحمد الخامس»/ قصيدة للشاعر حسن العلوي البلغيثي/ محمد بنعيسى «دوحة مدرسة الوطنية المغربية» / عبد الحميد احساين «السلطان والمنطقة الخليفية، دينامية التواصل»/ أندري أزولاي «دور الجالية اليهودية ضمن الحركة الوطنية» / بهيجة سيمو «السلطان سيدي محمد بن يوسف واليهود المغاربة خلال عهد حكومة فيشي» / جامع بيضا «المغاربة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية» / أمين الكوهن «اليهود تحت سلطة فيشي بالمغرب»/ عزيز الحسين «سياسة محمد الخامس أو المقاومة الهادئة» / هابي إدريس «من مظاهر البعد المغاربي في كفاح محمد الخامس» / وسيلة بن قداح «محمد الخامس في شعر مفدي زكريا» / صالح شكاك «الإطار التاريخي لانتفاضة وادي زم» / مصطفى المتوكل «السوسيون ينتصرون لتاريخهم الوطني» / نور الدين صادق «معهد محمد الخامس بتارودانت، درس مغربي للديمقراطية التشاركية» / لحسن العسبي «في معنى الوطنية المخصبة للهوية المنفتحة» / عبد الحق المريني «النهضة النسوية في عهد محمد الخامس» / مصطفى الكثيري «محمد الخامس رائد معركة تحرير المرأة المغربية» / نجاة المريني «خطب مضيئة في تاريخ تحرير المرأة المغربية» / عبد الحكيم قرمان «محمد الخامس وتحرير المرأة المغربية» / إدريس ناقوري «السلطان محمد الخامس في مواجهة مؤامرات فصل الصحراء عن المغرب» / ابتسام تملالين «دور العرش في مواجهة محاولات فصل الصحراء عن مغربها» / عمر ناجيه «محمد الخامس ومشكل فصل الصحراء عن المغرب» / عبد الحكيم بن بوعيدة «محمد الخامس ودعم قضية الوحدة الترابية للمغرب» ). مثلما ضم ذلك الكتاب القيم، كلمة ختامية لوزير الثقافة المغربي حينها الأستاذ محمد الأمين الصبيحي، وكلمة افتتاحية للكاتب العام للمؤسسة الأخ عبد الكريم الزرقطوني تحت عنوان «سيرة محمد الخامس، عبقرية ملك وسيرة شعب»، وتقديما للأستاذ أسامة الزكاري تحت عنوان: «سيرة محمد الخامس كتاب مفتوح».
