فقدت مفوضية الشرطة الخاصة بمطار الرباط – سلا، الثلاثاء، واحدا من عناصرها الأمنية بعدما عثر عليه ميتا بمنزله بحي المنزه بالعاصمة الرباط، وكشفت مصادر أمنية أن الأمر يتعلق بموظف شرطة برتبة حارس أمن، مما يعني أنه حديث التخرج ثم الالتحاق بالسلك الأمني، وقد أقدم على وضع حد لحياته باستعمال سلاحه الوظيفي. وقبل حارس أمن مفوضية الشرطة الخاصة بمطار الرباط – سلا عاشت المديرية العامة للأمن الوطني منذ حوالي أربع سنوات، حالات موظفي أمن اختلفت رتبهم بكل من مدن ميسور، تاونات، الدارالبيضاء والصويرة وضعوا حدا لحياتهم، سواء باستعمال سلاحهم الوظيفي أوعن طريق تعريض النفس للإيذاء بالسلاح أو شنقا. كما تكررت خلال السنوات الأربع الأخيرة حالات محاولات الانتحار بين رجال الشرطة لأسباب مختلفة لها علاقة بما هو اجتماعي أو عاطفي أو عائلي أونفسي، عاشتها كل من مدن الرباط وبني ملال و وجدة ومراكش، سواء عبر تناول جرعات زائدة من الدواء أومادة سامة أو من خلال الإيذاء العمدي أو محاولة الرمي بالنفس من أعلى مبنى. واللافت أن الانتحار في صفوف رجال الأمن تزامن مع الزيادة في الرواتب وفي التعويضات وفي إصلاح الترسانة القانونية الخاصة بهذه الفئة من الموظفين وفي تسريع وتيرة الترقية، مما يجعل من المشروع التساؤل حول الدواعي التي تجعل الشرطي يصوب مسدسه، ليس نحو المجرمين، بل نحو نفسه لقتلها بدون موجب حق. إن حالات الانتحار ومحاولات الانتحار في صفوف رجال الأمن على الرغم من محدوديتها فهي لا ترقى إلى مستوى الظاهرة، غير أنها في ذات الآن قد تعتبر مؤشرا على أنها نتاج لتصدع في التوازنين النفسي والذهني لحملة السلاح أمام ضغوطات متعددة ذاتية أوموضوعية. وللإشارة، فإن المديرية العامة للأمن الوطني تخضع المتقدمين للعمل في وظائف أمنية لفحوصات من طرف أخصائي نفسي، يعمل على تنقيط المرشح من ناحية قدرته النفسية على تحمل أعباء المهنة، فضلا عن مواكبته نفسيا إذا احتاج الأمر ذلك طيلة ممارسته للعمل الأمني. وهكذا، فبالموازاة مع الاختبار والمواكبة النفسيين اللذين يستفيد منهما موظفو الأمن بمعاهد التكوين الشرطي حيث تتوفر المديرية العامة للأمن الوطني على خلايا تضم أخصائيين نفسيين يواكبون حالتهم النفسية وسلوكاتهم عند الاقتضاء، أصبح ضروريا تبني خطة جديدة تروم الدعم النفسي الدوري لهؤلاء.
