من بين ما قاله "داروين" إن كل ما هو موجود هو محصلة انتخاب طبيعي أفرز كل قوانين الطبيعة والتطور، وأن كل ذلك كان مجرد صدفة عمياء وبدون أهداف..؟؟ وقال "إنشتاين" إن الفيزياء علمته أن كل شيء موجود لهدف وفي مهمة، وقال يستطيع أي أحمقٍ أن يجَعل الأشياء تبدو أكبر وأكثر تعقيدا، لكننا نحتاج إلى إنسان عملي إيجابي ذكي وشجاع ليجعل ما رآه الأحمق يظهر بسيطا وفي المتناول . وقد نجد بعض المنظرين المتطفلين على السياسة والشؤون العامة يقولون: ..إن الوضع السياسي السيء، وتشكل طبقة الكادحين ومحدودي الدخل من الشعب لم يكن نتيجة سياسات فاشلة، ولا بسبب غياب الحكامة والعدل في جميع القطاعات، ولا لضعف الدخل وسوء توزيع الثروة وتبذيرها المتنوع ..إلخ .. بل لأنهم خلقوا ليكونوا فقراء وفي خدمة الأثرياء وحتى أتباعا لهم ...؟! وبأن تردي التعليم وضعفه وإفراغه من مهامه الوطنية والمعرفية والتوعوية والعلمية، وتهميش أطره وكفاءاته، وتحويله إلى كائن مخيف يتهم ظلما وتضليلا بأنه أصبح يشكل ثقلا سلبيا على التنمية بجميع أوجهها، لذا وجب وجاز عند ذلك البعض الالتجاء الفوري إلى المزيد من التخلص من أعبائه وتكلفته ولم لا جعله أقرب لمحاربة بعض أنواع الأمية وتعليم مهني أولي لإنتاج جيوش من المعطلين لايستطيع ولا يمكن لسوق العمل والشغل أن يدمجهم ولا أن يوظف ويستثمر قدراتهم، وكأننا بهم يظنون أن طبيعة السياسة النخبوية والمصالحية تتطلب من أجل تحقيق التطور اختيار وإفراز نخب من طينة خاصة بأعداد متحكم فيها لإدارة وتدبير أمور البلاد والاقتصاد والحكم.. وأن الغالبية ماعليها إلا أن تضع نفسها رهن إشارة الأقلية " المختارة " و" المحظوظة" و " المستفيدة" وتصبر وتحتسب، وأن تتجند للتصويت في الانتخابات، وتوظف في معارك بالوكالة باستغلال الدين، أو النفوذ أو المال ، أو كل ذلك وغيره ، وأن تتحمل كل الخسارات والضربات، وأن تقبل بأن تكون ضحية وطيِّعة، .. ولا إشكال أن تنعت وتوصف بالمتنطعة والفوضوية والمنكرة للجميل !! حسب ما تراه و تخطط له بعض الأجندات السياسية المتخلفة… وينسب البعض الفشل أحيانا إلى «الابتلاء» و"المكتوب" لتفسير تردي الخدمات الصحية، وقلة ونقص الأطر الطبية من متخصصين وتقنيين وإداريين واجتماعيين، ومحدودية قدرات وجودة بنيات الاستقبال وإيواء المرضى، وعدم مواكبة التجهيزات والمختبرات والآليات للتطورات والضرورات الاستشفائية المتنوعة، وهشاشة واضحة في خدمات صحة القرب في الجماعات الترابية القروية وحتى الحضرية، مما يجعل شغيلة قطاع الصحة في حيرة من أمرها أمام إكراهات يرفعون بشأنها تقارير ويعلنون عن بعضها للعموم ويسرون البعض الآخر؟! إن وجود نسب كبيرة من البطالة والعطالة وسط الشباب خاصة، ومن له القدرة على العمل عامة، وما يترتب عن ذلك من فقر وهشاشة واحتقان اجتماعي و.. ليس بسبب عدم القدرة على العمل أوالرفض .. بل نتيجة للسياسات اللاجتماعية واللاشعبية والتي من تجلياتها قلة فرص العمل والتشغيل .. ، ونمو ضعيف في الاستثمار والتنمية الاقتصادية، وتعامل غير عادل في تدبير وتثمين الثروات الوطنية المادية واللامادية.. بقية ص: 3