من يستطيع أن يرى علم بلاده يداس أو يحرق.. ويجد الوقت الكافي لكي يهدأ ويبحث عن سبب »معقول« للفضيحة ليس معنيا بعاطفتي.. ولا بغضبي ولا بحزني ولا بعجزي عن الكلام ومن يجد الوقت الكافي لكي يبحث في قواميس السوسيولوجيا السريعة عن معلبات مفاهيمية تصلح لتلطيف الأجواء وعقلنة البذاءة ليس جديرا بهذه الاندفاعة التي أريدها عفوية وعاطفية ولا تاريخية ولا طبقية.. وغير عقلانية إذا كانت التروي والتاريخانية والعقلانية والتفسير الطبقي يعني التطبيع مع سلوك منبوذ بالمطلق في جميع قواميس الدنيا والدين.. والذي يجد الوقت الكافي والعقل البطيء والعاطفة المحايدة بما يكفي لكي يعطي لإحراق العلم والدوس على العلم والتبخيس العلني للعلم اسما غير اسم الجريمة ليغفر لي بأنني لن أنصت إليه ولن أكتب له.. وليتركني …في انفعالي اللاعقلاني واللاتاريخي واللا سياسي واللاحداثي.. ليتركني مع خجلي من نفسي ومن شهداء البلاد ومن راياتي ومن دهشة الأمهات.. هؤلاء الذين قاموا بهذا الفعل قد لا نعاقبهم قد أقول لكن الذي لا يجب أن يستساغ هو أن نسمع من يبرر ما لا يبرر ويدافع عما لا يدافع عنه ويشرح ما لا يشرح هل أترك العقل إلى حين يهدأ القلب وينام الشهداء إن ناموا ويرتاح الوطنيون في قبورهم إن ارتاحوا.. وأسرق بعضا من الوقت الميت لكي أرد بالفعل عمن يجد تفسيرا لما لا يفسر هل أسرقني مني وأضعني في ثلاجة التحليل البوهيمي لكي أرضي جدلية مفتراة كي لا أغضب على ولد مني أحرقني في فاضحة النهار وعز القضية؟ لن أجد الوقت لذلك: احرقوا اذا شأتم كل صوري واحرقوا إذا شئتم كل بطائق الأحزاب إذا شئتم لكن لا تطلبوا مني ألا أصرخ آااااااه عندما تحرقون راية لصقت بلحمي وعظمي وشحمي.. لا لن أكون عاقلا ولا سوسيولوجيا وأنا أصرخ من الألم وبعد ذلك فلنلعن جميعا سياسة فاشلة قرارات عاطلة ولنصرخ بأننا لا نريد مدرسة إذا شئتم ولنغنِّ كما غنى هيبيون من قبل: i dont need now education لكن لا يمكن أن أغني لخراب الروح ….. وأصف الناي وأصف الطبل وأصف الغيتارة التي قُضَّتْ من عظمي..!
